مسلسلات مدبلجة / الساخر محمد طمليه

مسلسلات مدبلجة
ما أكثر المسلسلات المدبلجة التي تبثها الفضائيات…
بنات جميلات و نظيفات وغير محجبات و قابلات للغواية. ورجال أنيقون ووسيمون وناجحون في الأعمال. ما الذي يستوقفني في كل هذا؟ الكلام الذي يدور بين الأشخاص – وهو كلام مدبلج كما قلنا: أنت تسمع كلاماً، ولكنك تلاحظ أن حركة الشفاه لا تتناسب مع الحركة التي يستوجبها الكلام- نحن كمشاهدين لا يهمنا هذا الشرخ، وإنما ينصب اهتمامنا على المشهد الذي يظهر فيه البطل والبطلة في وضعية قبلة قوية نشارك فيها جميعاً: قبلة لا تحدث في حياتنا – قبلة في البال.
كل ما قيل أعلاه مجرد استهلال…
أن لا أتابع هذه المسلسلات، ولكني ألمحها بدافع من ضجر، واضحك إذ يخطر لي أن ”الدبلجة“ فيها امتهان للفم والشفتين واللسان: صار الفم جهازا للمضغ ليس إلا، وما عدا ذلك فهو مغلق ومخروس، وإذا قال شيئاً فإنما يقول لغواً / وصارت الشفتان مشجباً لتعليق السيجارة التي ندخنها في غرفة انتظار كبيرة، أو لابتسامة صفراء نخفي بها حرجنا وخوفنا وشعورنا بالخسران، أو لأحمر شفاه نستخدمه رغم أن لونه ازرق / وصار اللسان بمثابة “شريحة سجق” في الفم …
هكذا أبدأ روايتي التي شرعت في كتابتها قبل 400 سنة: قلت لجدتي: أخبري الجميع أنني سأموت اليوم، بعد ساعة على الأكثر. وتذكرت أنها صماء وبكماء، فركلتها بقدمي، واندفعت في الزقاق.
هذا موضوع آخر …
”الدبلجة“: شفاهنا تتحرك، ولكن الآخرين يسمعون كلاماً آخر/ وشفاهنا مطبقة، ولكن الجريدة قالت أننا هتفنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى