مبتدأ وخبر

مبتدأ وخبر
د.هاشم غرايبه

#المبتدأ: في #حكاية تعود الى أيام الحروب الصليبية، أن سرية صليبية مرت بإحدى القرى المنعزلة، فما وجدت فيها مقاتلين، اذ كان الرجال قد التحقوا جميعا بصفوف المجاهدين.
وجدوها فرصة سانحة، فنهبوا ما وجدوه من مؤن، ثم قاموا باغتصاب النساء المرتعبات، من غير أن يبدين أية مقاومة.
بعد أن غادروا اجتمعت النساء يولولن، وكان أكثر ما يشغلهن ماذا سيقلن لأزواجهن حين عودتهم، اتفقن على أن يخفين موضوع الاغتصاب، بعد قليل جاءت احداهن متأخرة لأنها كانت تغسل ثيابها من الدماء، ولم سألنها عن ذلك، أجابت إنها دماء الجندي الذي حاول اغتصابها، لكنها قتلته وما مكنته من نفسها.
نظرن في عيون بعضهن، ثم قمن جميعا بضربها حتى الموت، لأنها كانت ستكشف تخاذلهن واستسلامهن الذليل للجنود بلا مقاومة.
الخبر: إن وقوف كل دول العالم مع الكيان اللقيط تأييدا ودعما له في أعماله الإجرامية بحق المقاومين في غزة، ليس مستهجنا ولا هو بجديد، فقد وقفوا جميعا ضد المتمسكين بمنهج الله منذ بزوغ فجر الإسلام والى اليوم، فاصطفوا جميعا كفارا ملحدين ومشركين وثنيين وأهل كتاب مؤمنين ومنافقين مندسين، صفا واحدا في كل المعارك ضد #المسلمين خلال القرون الخمسة عشر المنصرمة.
لذا لم يطمع أحد بأن يحتكم أحد من هؤلاء الى ضميره، ويقرر الوقوف مع المستضعفين الذين يردون على المعتدين بما في يديهم من قوة بدائية جمعوها بشق النفس في ظل الحصار المحكم عليهم خلال القرن المنصرم، فيعتبرون رده غير المتكافئ هذا ارهابا، والمعتدي الجبان الذي ينعم بالتفوق الساحق في القوة بفضل دعمهم المطلق، مجرد شخص يدافع عن نفسه.
فمن الغباء أن ننتظر أن أحدا من هؤلاء يستخدم موازين عدل ومعايير منطق في تصرفهم هذا، فكل احتكامهم الى الدوافع العدائية التي أملت عليهم هذا العدوان التاريخي المتواصل من اليوم الأول والى الآن.
هذا التباين الفاقع بين ما تمليه مبادئ الحق والعدل، وما يصدر فعلا، يزيل أي لبس في حقيقة أنه هنالك فسطاطان لا ثالث لهما: فسطاط أهل الحق وفسطاط أهل الباطل.
لا بد أن الله بذلك الوضوح البين، أراد للمؤمنين أن يفقدوا الأمل في انفضاض #المنافقين من ابناء #الأمة عن الجمع المعادي للمسلمين، بذريعة أنهم يعملون من خلال ذلك على إعادة الحقوق للفلسطينيين تكرما وتفضلا من العدو الغاصب لها.
فلو كان ذلك في نواياهم أصلا، لالتزموا بالحياد على الأقل حفظا لماء وجههم أمام ابناء جلدتهم، وحماية لهم من السقوط في أعينهم عندما يرون كذب ادعائهم بحرصهم على أمتهم، إلا أن الله يحرمهم من ذلك أيضا فيسقط الأقنعة عن وجوههم، ويكشف سوء طويتهم تجاه الأمة، فيظهر حقيقتهم على لسان العدو، فها هو النتن ياهو يعلن بافتخار عن التقدير العميق للصديق (السيسي) على ارساله طائرتي هيلوكوبتر لتساعد في اطفاء الحرائق التي أشعلتها صواريخ المقاومة الإسلامية في المستعمرات الصهيونية.
بالطبع معلوم أن هذه المعونة لا تقدم ولا تؤخر في قدرات الكيان اللقيط، لكنه أراد بذلك مناكفة الشعب المصري الذي يعلم مشاعره الحقيقة، فهو يقول له لا يخيفني موقفكم طالما أن قيادتكم في يدي، لكنه في الوقت نفسه اعتراف بعجزه عن تغيير موقف شعب مصر برغم الهوان والإفقار الذي فُرض عليه، ومع ذلك ما زال رافضا للتطبيع وملتزما بقضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين، فذهبت آمال مدبري الانقلاب المشين هباء، إذ لم يصطف معه غير المعادين أصلا لمنهج الأمة، والطامعين بعطايا التطبيع ومستعطي الدرهم والريال.
من ناحية أخرى فهؤلاء النفر من الأمة لم يتمكنوا إخفاء حقيقتهم طويلا، فعندما طلب إليهم أعداء الأمة إعلان ولائهم لهم لم يتأخروا، بل اندلقوا تباعا الى التطبيع مع هذا الكيان الكريه، وكشفوا بذلك أنهم كانوا معه على الدوام منذ زمن طويل، وأن ادعاءهم بالوقوف مع قضية فلسطين زائف، بل كانت كل جهودهم (السلمية) جزءا مرسوما من خطة شراء الوقت الى أن يتمكن هذا الكيان المزروع من بناء وسائل فرض الهيمنة على المحيط الكاره له.
هكذا نفهم عداء منافقي الأمة للمقاومين في غزة، وما الحصار الخانق لهم، والضغط على داعميهم لقطع الدعم عنهم إلا لأنهم يكشفون خزيهم بالإنبطاح الذليل للعدو بلا أية مقاومة.
لذا اجتمعوا جميعا على الوحيدة التي رفضت الاغتصاب فقاومت وانتصرت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى