“ما تشتري صيني”

“ما تشتري صيني”
أ.د. رمزي فتحي هارون

يقتنع المستهلكون العرب بتدني جودة أي سلعة صينية. وعليه، فهم غالبًا ما يتجنبون شراءها، ويتجهون لشراء سلع أوروبية أو أمريكية أو يابانية، طبعًا إن سمحت إمكاناتهم المالية بذلك.

ما يعرفه الخبراء جيدًا أنّ المصانع الصينية تستجيب لطلبات الزبائن، وتنتج سلعًا بمستويات جودة متباينة وبأسعار مختلفة. بمعنى، “كل شيء بسعره”. إذن، ينتج الصينيون سلعًا عالية الجودة للزبائن القادرين على دفع ثمنها. والواضح أنّ تجارنا يسترخصون ويأتون لنا بسلع رخيصة ورديئة.

وعند تتبع تجارب دول العالم في إدارة جائحة كورونا، نكتشف أنّ الصين، المتهمة بأنها مصدر الوباء، هي أفضل الدول نجاحًا وكفاءة. ولنقارن بين الصين والأردن للتدليل على ذلك. يبلغ عدد سكان الصين 130 ضعف عدد سكان الأردن (1300 مليون صيني، مقابل 10 ملايين أردني). ومع هذا سجلّنا في الأردن حتى اليوم أكثر من أربعة أضعاف عدد الإصابات المسجلة في الصين. ونتساوى مع الصين بعدد الوفيات المسجلة حتى الآن. من المحزن الإشارة إلى أنّ الصين تسجّل بالمتوسط 15 حالة يوميًا، في حين نسجّل في الأردن 4700 حالة.

لقد أدارت الصين الأزمة بفعالية وكفاءة لدرجة ستمكنها من تسجيل معدل نمو اقتصادي يصل ل 6% هذا العام.

وبعد، أدعوكم فضلًا للتوقف عن وصف أي سلعة متدنية الجودة “بالصيني”. بعد تجربة كورونا:
احنا وباقي العالم اللي “صيني”.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى