ما بعد التعداد ..

مقال الثلاثاء 17-11-2015
النص الأصلي
تستعد دائرة الإحصاءات العامة لإجراء التعداد السادس بتاريخ المملكة في نهاية هذا الشهر ، وبالتعداد المنتظر ستنتهي ان شاء الله حالة الــ “تحزير” عند مسؤولينا الى الأبد ،ففي الوقت الذي يخرج فيه تصريح رسمي مفاده ان الأردنيين تجاوزا الــ9 مليون ، يؤكد آخر اننا فقط 6 ملايين نسمة ، وفي نفس الوقت لا يوجد أرقام حقيقة ودقيقة لعدد اللاجئين ولا المقيمين في المملكة سواء بصفة العمل او الدراسة…فأرقام وزارة الداخلية / دائرة الجوازات تختلف عن أرقام دائرة الإحصاءات وأرقام دائرة الاحصاءات تختلف عن ارقام دائرة المخابرات ..فالموضوع “الرقمي” طعة وقايمة في بلدي العزيز ولله الحمد.
لكن نتمنى الا يذهب تعب “جيش الباحثين” سدى ، اتمنى الّا يضيع جهد أكثر من 23 الف باحث احصائي بالبيروقراطية ورمي النتائج على الرفوف كما هو الحال في كل عمليات البحث والتدقيق بدءاً من تقرير ديوان المحاسبة وانتهاءاً بــ”آي باد” الباحث الذي يجوب فيه البيوت والمساكن ، بمعنى أوضح ، نتمنى الا تصبح نتائج التعداد مثل شهادة خلو الأمراض التي نستخرجها للوظيفة…لا المانح “يفحص” ولا الطالب “يدقق”..وبالتالي تصبح اجراءاً روتينياً يجرى لاستكمال المعاملة لا أكثر…
ليس المهم اجراءات التعداد الذي سيجري نهاية هذا الشهر، فهو سينجح حتماً وستكون نتائجه قريبة ودقيقة من الرقم الحقيقي للسكان والمساكن والمقيمين باستخدام تقنيات التعداد الحديثة والربط الاليكتروني، لكن الأهم ما بعد التعداد..فقد مللنا التخطيط القائم على “الغميض” والتنفيذ القائم على “الغميض” وكلام “الغمّيض”..لأن العالم “مفتّح” و لا يفهم الآن الا لغة الأرقام فإذا كنا لا نملكها فإننا لا نفهم لغة العالم ولا نفهم على انفسنا حتى…
النتائج التي ستظهر من التعداد القادم يجب ان تكون “مفكّرة” بشرية تعود اليها الدولة في كل خطوة تخطوها من توسعة مدن واعادة النظر بالبنى التحتية وتحديد الاكتظاظات السكانية والمتعطّلين عن العمل وعدد المقيمين واللاجئين لنعرف كيف نخاطب الدول المانحة…اذا لم يكن لديك رقم تتحدث فيه بوضوح …سوف تبقى “تهيجن” بعموميات لا تقنع حتى جدتي..
احمد حسن الزعبي
ahmedalziubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لا نستطيع ان ننكر ان هدف التعداد ليس فقط احصاء اعداد السكان وجنسياتهم لان ما هو موجود في الاحوال المدنية والخارجية والداخلية وغيرها يغنيهم عن العد والتعداد فالامور واضحة ومن يدخل ويخرج الى المملكة لا شك انه تحت عين بصيرة وساهرة بسبب ما يحيط بنا من أحداث .. برأيي اذا ارادت الحكومة من التعداد دراسة احوال المواطن الاردني من ناحية اجتماعية واقتصادية ومعيشية وتشحيرية وتسخيمية فعليها ان تكون جادة جدا وجدا في الاخذ بنتائج الاحصاءات وان لا تلقيها على الرفوف وفي ادراج النسيان .. فالوضع لا يحتمل التطنيش ولا التهميش ولا التنفنيش

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى