ماذا بعد؟! / فاخر دعاس

ماذا بعد؟!
د. فاخر دعاس

تشير الأرقام التي تقدمها الحكومة حول عدد الحالات المصابة بفيروس الكورونا المستجد في الأردن، إلى حالة من الارتياح الحقيقي، في ظل استمرار انخفاض أعداد المصابين بالفيروس، في مقابل ارتفاع في عدد حالات الشفاء.
فبعد ارتفاع عدد الحالات المصابة، من 99 حالة في الأسبوع الأول، إلى 146 حالة في الأسبوع الثاني، شهد الأسبوعان الثالث والرابع، انخفاضًا ملحوظًا في عدد الحالات المصاب في الأسبوعين الثالث والرابع (وهما الأسبوعان الأهم). حيث انخفضت أعداد المصابين إلى 77 حالة في الأسبوع الثالث، و58 حالة في الأسبوع الرابع. كما تشير أرقام وزارة الصحة إلى أن الأسبوع الحالي (الخامس) لم يشهد حتى اللحظة سوى 21 حالة فقط في خمسة أيام، ما يشير إلى أننا سنشهد انخفاضًا آخر في هذا الأسبوع –بإذن الله-.
بالتوازي مع هذا الانخفاض في أعداد المصابين، فقد شهد الأردن ارتفاعًا كبيرًا في عدد حالات الشفاء. فقد ارتفعت حالات الشفاء من 17 حالة في الأسبوع الثاني، إلى 56 حالة في الأسبوع الثالث، لتقفز إلى 93 حالة في الأسبوع الرابع، ولدينا 82 حالة شفاء في خمسة أيام فقط من الأسبوع الخامس، وبمجموع حالات شفاء وصلت إلى 259 حالة.
وبهذا يصبح مجموع الحالات الفعالة في الأردن 136 حالة فقط لاغير. وهو رقم مرشح للمزيد من الانخفاض في ظل التوقع بارتفاع أعداد حالات الشفاء في الأيام القادمة واستمرار بقاء الأعداد المنخفضة في الحالات المصابة.
يمكننا القول أن الأردن استطاع تجاوز مرحلة الخطر من الموجة الأولى من هذا الفيروس اللعين، في ظل وصول أصحاب القرار إلى القناعة التامة باستحالة الوصول إلى صفر حالة بأي حال من الأحوال، في مقابل الاطمئنان إلى أرقام الإصابات لدينا. وهو الأمر الذي رصدناه في تصريحات عدة مسؤولين حكوميين، كان آخرها تصريح وزير الصحة الذي أكد أن علينا أن نتعايش مع هذا المرض في ظل حاجة العالم إلى عام أو أكثر لإيجاد لقاح له.
على الحكومة أن تعكس الارتياح في الأرقام إلى خطوات عملية على الأرض، تستمر فيه بإغلاق الحدود، وضبط كافة عمليات دخول الشاحنات والبواخر والسفن، بالتوازي مع عودة للحياة الطبيعية بشكل متسارع ومدروس، خاصة أننا بتنا نشهد ظرفًا اقتصاديًا صعبًا ومركبًا ما يستلزم السرعة في اتخاذ القرارات المسؤولة، وعلى رأسها رفع الحظر عن محافظات الجنوب ومادبا مع عزلها عن بعضها وعن باقي المحافظات، إضافة إلى الرفع التدريجي للحظر عن محافظات الشمال والبلقاء، والتفكير الجدي بفتح جزئي وتدريجي في عمان والزرقاء.
في ظل الأرقام المريحة، المطلوب تعزيز ثقافة التباعد الاجتماعي، ومنع التجمعات العامة وخاصة في شهر رمضان المبارك، مع إعادة الحياة إلى طبيعتها بأقصى سرعة.
#للتعليمحديثآخر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى