(لِتَعَارَفُوا) – لا لتحتقروا أو لتقتلوا وتدمّروا بعضكم البعض

(لِتَعَارَفُوا) – لا لتحتقروا أو لتقتلوا وتدمّروا بعضكم البعض

#ماجد_دودين

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا * إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ * إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

حياة الإنسان رحلة قصيرة من محطة الولادة إلى محطة الموت…ولكن الموت ليس النهاية …وإذا قارن الإنسان نفسه بهذا الكون الواسع الفسيح الذي يعيش فيه فإنه ليس أكثر من ذرة صغيرة بل متناهية في الصغر تسبح في هذا الكون في رحلة كان السفر الأول فيها سفر السلالة من الطين ثم السفر من أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات ثم السفر إلى ظهر الدنيا ثم إلى بطنها إلى القبر وعالم البرزخ ثم البعث والنشور والحساب والمصير حيث: (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).

إنّ بمقدور الإنسان الاتصال بمصدر القوة الأبدية بخالقه ورازقه جلّ وعلا وتقدّس… وباستطاعة الإنسان فهم هذا الكون والانسجام معه. إنه قادر على التماهي مع هذه القوة الهائلة وبالتالي يمكنه أن يستمد القدرة على صناعة الأحداث والتأثير على الكائنات الأخرى والتأثر بها. يمكنه التعلم من الماضي والتعامل مع الحاضر والتخطيط للمستقبل.

(إنّ حقيقةَ كوْن الناس مُختلفين في سجاياهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم وألوانهم وأعراقهم وأجناسهم، ليس سبباً للتنازع والتناحر والتدابر فيما بينهم بل على العكس يجب أن يكون الاختلاف سببا للتعارف والتآلف والتعاون المتبادل بينهم عملا بقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا * إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ * إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ركّزوا مليّا وتدبروا قوله تعالى وهو أرحم الراحمين وأعلم العالمين: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ ” فالخطاب من الله إلى كل الناس في كل الكون وحتى يرث الله الأرض ومن عليها …وتأملوا قوله تعالى (( لِتَعَارَفُوا)) ولم يقل سبحانه: لِتَقاتَلوا – أو ليكره أو يظلم أو يقتل أو يسلب أو يحتلّ أو يدمّر بعضكم بعضا بل جعلنا الله سبحانه وهو أحكم الحاكمين وأكرم الأكرمين شعوباً وقبائل لنتعارف ونتآلف ونتعاون على كل خيـــــــــــر(.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا * إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ * إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة الحجرات 13.

في هذه الآية الكريمة، تم توجيه الدعوة إلى البشرية جمعاء لإصلاحها وتخليصها من الشر العظيم الذي كان دائمًا يسبب اضطرابات وصراعات ونزاعات على الصعيد الدولي والعالمي، ويتجلّى ذلك ويبرز بوضوح في التحيّزات والتباينات والاختلافات الناجمة عن العرق واللون واللغة والدولة والجنسية. وبسبب هذه التحيّزات، كان الإنسان في كل عصر ينبذ الإنسانية بشكل عام، ويرسم حول نفسه بعض الدوائر الصغيرة، ويعتبر أولئك الذين ولدوا داخل تلك الدوائر شعبًا خاصًا به، وأولئك الذين هم خارجها يعتبرهم من الآخرين والأغيار. وقد تم رسم هذه الدوائر على أساس الولادة العرضية وليس على أسس عقلانية وأخلاقية. وفي بعض الأحيان، يكون أساسها مجرّد صدفة الولادة في عائلة بعينها أو قبيلة أو عرق معين، وفي منطقة جغرافية معينة، أو في أمة لها لون معين، أو تتكلم لغة معينة. ثم إن التمييز بين قومه والآخرين لا يقتصر أو ينحصر فقط على أن من ينظر إليهم على أنهم قوم يظهرون حبا وتعاونا أكبر من غيرهم، بل اتخذ هذا التمييز أبشع صور الكراهية والعداوة والازدراء والطغيان. وقد تم طرح فلسفات جديدة لهذه التصورات، وتم اختراع ديانات جديدة، وتم وضع قوانين جديدة ووضع مبادئ أخلاقية جديدة؛ لدرجة أن الأمم والإمبراطوريات جعلت من هذا التمييز أسلوب حياة دائم لديهم ومارسته لعدة قرون. وعلى هذا الأساس بالذات كان اليهود يعتبرون بني إسرائيل شعب الله المختار، وحتى في ممارسة شعائرهم الدينية كانوا ينظرون إلى غير اليهود على أنهم أدنى من اليهود في الحقوق والمنزلة والدرجة. أدى هذا التمييز ذاته إلى ظهور وولادة ونشوء فروق طبقية (فارناشراما) تقسّم المجتمع إلى أربع طبقات بين الهندوس والتي بموجبها تم إثبات تفوق البراهمة، وأصبح جميع البشر الآخرين يعتبرون أقل شأنا. يمكن لكل شخص أن يرى بنفسه، حتى في هذا القرن الذي نعيش فيه والقرن الذي سبقه، ما هي الفظائع والمجازر التي ارتكبت ضد الملونين في أفريقيا وأمريكا بسبب التمييز بين البيض والسود. إن المعاملة التي عاملها الأوروبيون للعرق الهندي الأحمر في أمريكا والدول الضعيفة في آسيا وأفريقيا كانت تحمل نفس المفهوم الكامن وراءها. لقد ظنوا واعتقدوا أن حقوق وممتلكات وشرف كل أولئك الذين ولدوا خارج حدود أرضهم وأمتهم مشروعة لهم، ولهم الحق في نهبهم واتخاذهم عبيدًا لهم وحتى إبادتهم إذا لزم الأمر. إن أسوأ الأمثلة على كيفية قيام قومية الدول الغربية بقلب أمة ضد أخرى وجعلها عدوًا متعطشًا للدماء قد شوهدت في حروب الماضي القريب ونرى ذلك حتى في الوقت الحاضر. وخاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما تجلى وظهر في عنصرية ألمانيا النازية ومفهوم التفوق العرقي في الحرب العالمية الأخيرة. يمكن للمرء أن يحكم بسهولة على مدى فظاعة هذا الخطأ وآثاره المدمّرة والذي نزلت هذه الآية الكريمة من القرآن من أجل إصلاحه ومعالجته واجتثاثه.

في هذه الآية العظيمة المختصرة، لفت الله سبحانه انتباه البشرية جمعاء إلى ثلاث حقائق أساسية:

(١) أصلكم جميعا واحد. إن الجنس البشري كله قد نشأ من رجل واحد وامرأة واحدة. إن كل أعراقكم الموجودة في العالم اليوم هي في الواقع فروع لعرق أولي واحد بدأ بأم واحدة وأب واحد. في عملية الخلق هذه، لا يوجد أي أساس على الإطلاق للانقسامات والتمييزات التي تورطتم فيها بسبب مفاهيمكم الخاطئة. إله واحد هو خالقكم. ولم يتم خلق رجال مختلفين بواسطة آلهة مختلفة. لقد خُلقت من نفس المادة. وليس الأمر أن بعض الناس قد خُلقوا من مادة نقية ومتفوقة، والبعض الآخر قد خُلقوا من مادة غير نقيّة ودنيّة. لقد خلقت بنفس الطريقة؛ وليس الأمر أن الناس قد خُلقوا بطرق مختلفة. وأنتم ذرية ذات الوالدين؛ ليس الأمر أنه في البداية كان هناك العديد من الأزواج البشريين الذين أنجبوا مجموعات سكانية مختلفة في مناطق مختلفة من العالم.

(2) مع كونكم واحدًا في الأصل، كان من الطبيعي أن تنقسموا إلى أمم وقبائل. من الواضح أن جميع الرجال على وجه الأرض لا يمكن أن ينتموا إلى نفس العائلة الواحدة. لقد كان من المحتم – بفعل انتشار العرق البشري -أن تنشأ عائلات لا تعد ولا تحصى، ومن ثم أن تنشأ القبائل والأمم من تلك العائلات. وبالمثل، كان من المحتم أنه بعد الاستيطان والاستقرار في مناطق مختلفة من الأرض أن يكون هناك اختلافات في الألوان والملامح واللغات وطرق العيش بين الناس، وكان من الطبيعي أيضًا أن يكون أولئك الذين يعيشون في نفس المنطقة أكثر تقاربًا. وأولئك الذين يعيشون في مناطق نائية ليسوا قريبين جدًا. لكن هذا الاختلاف الطبيعي لم يتطلب أبدًا أن يتم تأسيس التمييز وعدم المساواة، وتقسيم الناس إلى فئات ودرجات على أساسه، وأن يدّعي أحد العرقين ويزعم زوراً وبهتاناً التفوق على الآخر، وأنه يجب على الأشخاص من لون واحد أن ينظروا بازدراء إلى ذوي الألوان الأخرى، وأنه يتعيّن تفضيل أمة على أخرى بلا سبب. لقد قسّم الخالق سبحانه وتعالى المجتمعات البشرية إلى أمم وقبائل فكان ذلك وسيلة طبيعية للتعاون والتعارف والتآلف والتمييز بينهم. بهذه الطريقة وحدها يمكن للأخوة والقبيلة والأمة أن تتحد لتنتج وتصنع طريقة حياة مشتركة وتتعاون مع بعضها البعض في شؤون العالم. ولكن وبسبب الجهل الشيطاني تحوّلت الاختلافات التي خلقها الله بين البشر لتكون وسيلة للتعارف بينهم إلى وسيلة للتفاخر والبغضاء والكراهية المتبادلة، مما أدى بالبشر إلى ممارسة كل أنواع الظلم والطغيان والعدوان.

(3) الأساس الوحيد للتفوق والتميز الموجود، أو الذي يمكن أن يوجد، بين الإنسان والإنسان هو التميز والتفاضل الأخلاقي. أما من حيث أصل الخلق والولادة فكل الناس متساوون، فخالقهم جلّ وعلا واحد، وجوهر خلقهم واحد، وطريقة خلقهم واحدة، وهم ينحدرون من نفس الوالدين. علاوة على ذلك، فإن ولادة الشخص في بلد أو أمة أو عشيرة معينة فهو مجرد صدفة. ولذلك، لا يوجد أي أساس منطقي يمكن من خلاله اعتبار شخص ما متفوقا على الآخر. إن الشيء الحقيقي الذي يجعل الإنسان متفوقاً على الآخرين هو أن يكون أكثر تقوى وإخلاصاً لله، وأكثر اجتناباً للمنكرات، وأن يكون متّبعاً لطريق التقوى والصلاح. مثل هذا الإنسان – ذكراً أو أنثى- سواء أكان ينتمي إلى أي عرق، أو أي أمة، أو أي بلد، فإنّ له قيمة ومنزلة بسبب استحقاقه الشخصي. ومن يخالفه ويناقضه في الخلق والتقوى فهو على كل حال إنسان أدنى سواء كان أسود أو أبيض، وسواء ولد في المشرق أو في المغرب.

هذه الحقائق نفسها التي وردت في هذه الآية الكريمة المختصرة من القرآن قد أوضحها النبي صلى الله عليه وسلم بمزيد من التفصيل في خطبه وأحاديثه. فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة، فقال: (يا أيها الناس، إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: بَرٌّ تقيٌّ كريم على الله، وفاجر شقيٌّ هيِّن على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب، قال الله: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}. [صحيح] – [رواه الترمذي وابن حبان]

وفي حجة الوداع خطب صلى الله عليه وسلّم بالناس فقال: (يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ).

وروى البزار في مسنده عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كلكم بنو آدم وآدم من تراب لينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكون أهون على الله من الجعلان))

وقال صلى الله عليه وسلّم: (إِنَّ اللهَ تعالى لَا ينظرُ إلى صُوَرِكُمْ وَأمْوالِكُمْ، ولكنْ إِنَّما ينظرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم) رواه مسلم

ولم تظل هذه التعاليم والحقائق مقتصرة على الألفاظ فحسب، بل أسس الإسلام عملياً لأخوة عالمية بين المؤمنين على أساس لا يسمح بأي تمييز على أساس اللون أو العرق أو اللغة أو البلد أو الجنسية، متحرراً من كل مفهوم يميّز بين الناس على أساس طبقي، ولكن على أساس أن جميع البشر لهم حقوق متساوية، سواء أكانوا ينتمون إلى أي عرق أو أمة، إلى أي أرض أو منطقة. وحتى خصوم الإسلام عليهم أن يعترفوا بأنه لا توجد سابقة في أي دين وفي أي نظام من النجاح الذي تجسد به مبدأ المساواة والوحدة الإنسانية كما هو الحال في المجتمع الإسلامي، ولم يتم العثور على مثل هذا النظام على الإطلاق إلّا في الإسلام. فالإسلام هو الدين الوحيد الذي جمع بين أعراق ومجتمعات لا حصر لها منتشرة في كل أنحاء الأرض في أمة عالمية واحدة.

وفي هذا الصدد، يجب أيضًا إزالة سوء الفهم الذي يقع في حالة عقد الزواج، فإن الأهمية التي توليها الشريعة الإسلامية لمسألة التكافؤ بين الزوجين قد أخذها بعض الناس بمعنى أن أحد الطرفين رفيع المستوى والآخر وضيع، وأن العلاقات الزوجية بينهم غير مقبولة. ولكن هذه، في الواقع، فكرة خاطئة. وفقا للشريعة الإسلامية، يجوز لكل رجل مسلم أن يتزوج من أيّ مسلمة، ولكن نجاح الحياة الزوجية يعتمد على تحقيق أقصى قدر من الانسجام والتوافق والتناغم والتكافؤ بين الزوجين من حيث العادات والخصائص وأساليب الحياة والتقاليد العائلية والوضع الاقتصادي والاجتماعي، وذلك حتى يتمكنوا من الانسجام مع بعضهم البعض. هذا هو الهدف الحقيقي للمساواة والتشابه. وحيثما يكون هناك اختلاف وتباين غير عادي بين الرجل والمرأة في هذا الصدد، فإن الرفقة مدى رحلة الحياة الزوجية ستكون صعبة. ولهذا يحرم الشرع الإسلامي مثل هذا الزواج، ليس لأن أحد الزوجين شريف نبيل والآخر وضيع أو دنيء، ولكن لأنه إذا كان هناك اختلاف وتمييز واضح وظاهر في المكانة، فإنه يكون هناك خلاف. واحتمال أكبر أن تفشل الحياة الزوجية إذا قامت دون تكافؤ بين الزوجين.

(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) إن المعايير التي وضعها الناس من تلقاء أنفسهم، ليست مقبولة عند الله ولا يرضاها. وربما يكون من اعتبر رجلاً عالي المكانة في العالم هو الأدنى في حكم الله النهائي، وربما الذي ينظر إليه على أنه شخص متدني للغاية هنا، يصل إلى مرتبة عالية جدًا هناك. إن الأهمية الحقيقية ليست في مقاييس البشر بل فيما يناله الإنسان من الله. ولذلك فإن أكثر ما ينبغي للإنسان أن يهتم به هو أن يصنع في نفسه تلك الصفات والخصائص الحقيقية التي تجعله أهلاً للتكريم عند الله تعالى.

إذا فهمنا مراد الله تعالى في هذا النداء الخالد للبشرية فسوف ندرك أنّ السلام بين الناس والدول يجب أن يكون القاعدة الدائمة، والحرب هي الاستثناء الذي يقتضيه الخروج عن هذا التناسق المتمثل في دين الله الواحد، الخروج بالبغي والظلم، أو بالفساد والاختلال … ويجب أن نتعاون لإزالة كل الأسباب التي تثير في الارض الحروب والنزاعات… وأن نبطل ونحارب ونمنع كل الحروب التي باعثها وهدفها الكسب غير المشروع والظلم.

إن هذه الأهداف النبيلة التي يأمرنا الله سبحانه بتحقيقها …يمكننا تحقيقها بيسر وسهولة إذا تبنّينا– عقيدة صافية سليمة … عقيدة حكيمة صادقة تمتلك الخصائص التالية على سبيل المثال لا الحصر:

  • عقيدة تشجب الحروب التي تثيرها القومية العنصرية، لأنها تناقض حقيقة أن الناس كلهم من أصل واحد.
  • عقيدة تشجب الحروب التي تثيرها المطامع والمنافع: حروب الاستعمار والاستغلال، والبحث عن الأسواق والخامات واسترقاق المرافق والرجال.
  • عقيدة تنظر للبشرية وتعدها كلها وحدة متعاونة وجزءا من وحدة كونية.
  • عقيدة تأمر بالتعاون على البر والتقوى لا على الاثم والعدوان.
  • عقيدة تعدُ البشرية كلها بتحقيق العدل المطلق، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العقيدة.
  • عقيدة تحرّم الحروب التي يثيرها حب الأمجاد الزائفة للرؤساء والملوك أو الحكام.
  • عقيدة تحقق العدالة في الأرض قاطبة وتقيم القسط بين البشر عامة. العدالة بكل أنواعها: العدالة الاجتماعية، والعدالة القانونية، والعدالة الدولية.
  • عقيدة تهدف لتحقيق السلام العالمي وتنظر إليه كهدف يمكن الوصول إليه وتحقيقه كجزء لا يتجزأ من الحياة والذي يجب أن يحكم كل مجالات النشاط الانساني.
  • عقيدة تؤكد على السلام الذي يشمل الحرية والعدالة والأمن لكل الناس.
  • عقيدة تنشر السلام أولا في ضمير الفرد، ثم في محيط الأسرة، ثم في وسط الجماعات والمجتمعات. وأخيرا في الميدان الدولي بين الأمم والشعوب.

إن العقيدة التي ينبغي تبنيها لتحقيق السلام العالمي تتطلب السلام في علاقة الفرد بربه، وفي علاقة الفرد بنفسه، وفي علاقة الفرد بالمجتمع. ثم تنشده في علاقة الطائفة بالطوائف، وعلاقة الأفراد بالحكومات ثم تنشده في علاقة الدولة بالدولة بعد تلك الخطوات.

وهل هناك عقيدة تمتلك هذه الخصائص غير العقيدة الإسلامية … فالإسلام هو دين السلام والحب والخير والنور والجمال والحق والعدل والمساواة والتسامح والتعاون على البر والتقوى ونبذ الإثم والعدوان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى