صراع الاجنحة في الدولة الأردنية / ضيف الله قبيلات

بسم الله الرحمن الرحيم
صراع الاجنحة في الدولة الأردنية

من الصعوبة بمكان الاحاطة بكل اشكال الصراع المحتدم بين الاجنحة المتصارعة في الدولة الاردنية ، ولكننا فقط نذكر بعض الامثلة للتذكير و للوقوف على أحد أسباب الكارثة التي حلت بالاردن و أهله .
في أواخر القرن الماضي كان الصراع محتدما في ما يشاع بين ما يسمى جماعة زيد الرفاعي التي يحسبونها على الملك حسين و بين جماعة مضر بدران التي يحسبونها على الامير حسن و انتهت المرحلة بالاطاحة بالامير حسن و كل الجماعة المحسوبة عليه .
اما في بداية القرن الحالي فبطريقة او باخرى حاول ” لوبي ” عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب الاسبق الاطاحة بالقادم الجديد باسم عوض الله الذي هبط فجأة على الاردن وما اسرع ان صار رئيس للديوان ثم وزيرا للتخطيط ثم وزيرا للمالية ، لكن ما ان استجمع قواه فريق الدجتال ” لوبي البهلوان ” حتى اطاح بعبد الهادي المجالي و فريقه بالضربة القاضية ثم اطاحوا بعده بطاهر المصري ليس لانه من الحرس القديم الذي ينتمي اليه زيد الرفاعي ، إذ ان لوبي البهلوان ما زال متمسكا بزيد الرفاعي رغم كونه طاعنا في الفساد قبل ان يكون طاعنا في السن .
و يستمر الصراع إذ حاول مدير المخابرات الاسبق محمد الذهبي بالتعاون مع ناهض حتر و فريقه الصحفي التخفيف من سرعة انطلاقه صاروخ الدجتال بزعامة البهلوان لكنهم فشلوا و انتهى الامر بان ذهبوا بالذهبي إلى سجن سواقة و ذهبوا بناهض حتر إلى المقبرة و كانت النتيجة 2 _ 0 لصالح البهلوان و لوبي الفساد الاعظم .
و يستمر الصراع إذ حاول محافظ السلط آنذك الاطاحة بعصابة مخدرات في غرب المحافظة الغوري تبين فيما بعد ان العصابة مسنودة بالمتنفذين و تعمل لحسابهم فأطاحوا به و احالوه إلى التقاعد عقابا له على جرأته على مصالح عصابة المتنفذين الاشاوس لكنهم وعدوه بترضية فصار نائبا في البرلمان و يحدث هذا كثيرا في انتخابات مجلس النواب حتى صار فسادا مألوفا سواء بالتزوير او التوجيه او بالمال لشراء ذمم مسؤولين و اصوات ناخبين وكله على حساب حقوق الشعب الاردني و كرامته .
و يستمر الصراع فهذا سلامة حماد وزير الداخلية الاسبق تنهب الصناديق في دائرته البدوية لصالح المرشح المنافس للنائب السابق هند الفايز المدافع الشرس عن حقوق الشعب و حريته و كرامته للاطاحة بها فقامت احتجاجات واسعة في الدائرة شكلت اعتصاما حاشدا توافدت إليه وفود محتجة غاضبة من جميع المحافظات عبروا عن سخطهم على تزوير الانتخابات ولكن لا حياة لمن تنادي ولم يعرف حتى الآن من الذي نهب الصناديق و اشك في قدرة مجلس الامن الدولي على معرفة الحقيقة .
و يستمر الصراع إذ تمت الاطاحة برئيس أسبق لهيئة مكافحة الفساد عندما طلب ” عمر المعاني ” للتحقيق فما كان من المطلوب إلا ان سارع إلى طلب النجدة فالتأم على عجل مجلس الوزراء آنذاك برئاسة سمير الرفاعي و كان اول بند على جدول اعماله الاطاحة برئيس هيئة مكافحة الفساد و استبداله ولم يكن ” سي سمير ” يعلم ان هذا الامر خارج اطار صلاحياته ” ياهملالي على هيك رئيس حكومة ” حتى افهمه وزير العدل آنذاك هشام التل و عندئذ و بطريقة غير رسمية بواسطة هشام التل تم ابلاغ رئيس الهيئة ان يقدم استقالته بناء على رغبة جهات عليا حسب زعمهم و وعدوه بترضية وكان لهم ذلك ثم صار عينا في مجلس الاعيان .
و يستمر الصراع في الديوان الملكي ايضا و على ذمة الصحفي عبدالهادي راجي في مقال له بعنوان ” يجب على الملك ان يستمع إلينا جيدا ” ان صراعا ثلاثيا هذه المرة كان محتدما بين امجد العضايلة و عامر الفايز و مهند مبيضين كان يغذيه خالد الكركي أثر سلبا على الاداء بالديوان. و يستمر الصراع فهذا رئيس مجلس القضاء الاعلى آنذاك يحوّل ملف” سناء مهيار” للتحقيق وما ان علمت بالامر حتى سارعت لطلب النجدة وعلى الفور تمت احالة رئيس مجلس القضاء الاعلى إلى التقاعد .
و يستمر الصراع فهذا مدير المخابرات السابق فيصل الشوبكي يطيح بالعميد عدنان الجندي باحالته إلى التقاعد قبل شهرين فقط من استحقاقه الترفيع إلى لواء و كأنه انتقام او ربما لفتح المجال لضابط آخر من فريق فيصل الشوبكي و على شاكلته وكان قد صادق الملك على هذه الاحالة وما هي إلا عشرة أشهر حتى عاد الملك بالعميد المطاح به عدنان الجندي مع ترقيته إلى رتبة لواء مديرا للمخابرات بدلا من الشوبكي وما هي إلا ايام حتى قام عدنان الجندي المدير الجديد باحالة مجموعة من فريق الشوبكي المحال إلى التقاعد ثم صادق عليها الملك ايضا .
وهكذا يستمر الصراع .. يتصارعون على نهب ثروات و اموال و مصالح الشعب الاردني و مراكز قراره ثم يصرعون هذا الشعب إذا ما حاول الاحتجاج بالدرك و قنابل الغاز الضار بالانسان و البيئة التي تحدثت عنها خطبة الاوقاف الموحدة في الجمعة الماضية ثم يصرعون هذا الشعب ايضا بالضرائب الباهظة و غلاء الاسعار و كتم الانفاس و التضييق على الحريات و ملأ السجون و المعتقلات .
وهكذا يستمر الصراع محتدما بين اجنحة الدولة و لوبياتها الفاسدة على حساب حرية و كرامة و حقوق الشعب الاردني و مراكز قراره ، و الشعب خابر و صابر ، و اصبر صبر يا صابر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى