خرافة الأمن القومي العربي!

خرافة الأمن القومي العربي!
م. عبد الكريم أبو زنيمة

تتعالى أصوات الناحبين هذه الأيام على الأمن القومي العربي الذي عاثوا فيه هم أنفسهم خراباً ودماراً، أعداء اليوم أصدقاء الأمس الذين يتصارعون في ليبيا هم أنفسهم من تآمروا ومهدوا وامتطوا جامعة الدول العربية وسخروها وسيلة للتدخل الأجنبي لتدمير ليبيا وجعلها ساحة مستباحة لكل الطامعين بثرواتها وخيراتها، هؤلاء الذين يذرفون دموع التماسيح على الأمن القومي العربي هم بالأمس من تآمروا على العراق واستقدموا كل قوى الشر العالمية لاحتلاله ونهب ثرواته وتدمير كل الشواهد الحضارية والتاريخية على أقدم حضارة في التاريخ، أعداء اليوم في ليبيا أصدقاء الأمس في سوريا هم من جلبوا كل القتلة والمجرمين من كافة دول العالم وأنفقوا المئات من ملياراتهم ولا زالوا ينفقون لتدمير سوريا، هم أنفسهم من سلّح ومول الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي في الجزائر، هم بعينهم من يشن أقذر وأبشع الحروب ضد أفقر دولة عربية اليوم، ضد اليمن التي لم تعاد أحداً ولم تتدخل يوماً في شؤون الآخرين عبر التاريخ، هم من يتآمرون على قضيتنا المركزية فلسطين وكل من يناضل ويجاهد ويجاهر بعداوته للكيان الصهيوني المحتل، هم من يتسابقون لدمج هذا المحتل لمقدساتنا في وسطه العربي وينفقون مليارتهم على وسائل الإعلام المختلفة لتشتيت الذهن الجمعي العربي وحرف بوصلة عداءه لهذا الكيان الغاصب المحتل وتوجيهها الى أعداء وهميين جدد.
تركيا الأردوغانية التي تشكون منها اليوم هي فعلاً تشكل خطراً حقيقياً لطالما حذرت منه كل القوى الوطنية العربية المؤمنة بتاريخها وحضارتها وهويتها، لكنكم انتم من شرّعتم لها كل الأبواب لتعبث بأمننا القومي العربي! فهل نسيتم أنها كانت مصباً لأموالكم القذرة ومركزاً لتجميع إرهابييكم ومستودعاً لتخزين السلاح لتدمير أحد أهم حصون الأمن القومي العربي -سورية-! لا أحد ينكر أن لكل دول العالم الكبيرة منها والصغيرة أطماع في ثروات وخيرات بلادنا، لكن ماذا فعلتم أنتم للذود عن هذا الحمى؟ أين وكيف أنفقتم مليارتكم؟ وهل تتمتع دولكم بالسيادة؟ هل تستطيعون الدفاع عن أنفسكم وحماية عروشكم! اليوم تتصارعون في ليبيا لكن إن بقيتم على حالكم هذا فغدًا ستواجهونها على حدودكم!
يخطئ من يظن أن المفاوضات مع هذا الكيان ستحقق تسوية ما! ويخطئ من يحصي بأن عدد الفلسطينيين بالداخل ستة ملايين نسمة وبالخارج بحدود سبعة ملايين، هذه أرض عربية منذ الأزل وستبقى الى الأبد وهي ملك لكل من هو عربي، سواءً أكان جزائرياً أو كويتياً أو يمنياً، وهذا الكيان السرطاني سيبقى عدونا الوحيد وسيتم اجتثاثة قريبًا، وهذه الأنظمة الوظيفية التي عبثت بأمننا القومي وشرّعت كل أبوابه لكل الطامعين به لن تدوم طويلاً! وفروا دموعكم لتبكوا كالنساء على مُلكٍ لم تحافظوا عليه كالرجال!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى