كبار البلد و خال الولد مع حفظ اللقب / المحامي محمد زهير العبادي

كبار البلد و خال الولد مع حفظ اللقب

لكي تكون كبيرا في بلدك أو تكون خالاً لسادتك عليك أن تصون هذا الوطن و تمزج العرق بالرغيف ، و التراب بالدماء . عليك أن تسلك طريق الكبار الذين خلو من قبلنا و ما زالوا باقون في ذمة الوطن و ذاكرته ،الذين تعلقوا بترابه و إحتضنوه عندما سقطوا فداءاً للوطن . أصحاب الوفاء الذين إرتقوا بمسؤولياتهم و نهضوا بمهامهم الوطنية و القومية ، الذين يكبر بهم الوطن و يكبرون به .
لن تكون كبيراً في بلدك أو خالاً لسادتك لإمتلاكك مكانة مرموقة أو مركزا إجتماعياً أو وظيفة عليا أو ممتلكات مادية ، هذا إعتقاد خاطئ ، فلكي تكون كذلك يجب أن تحكمك تصرفاتك و أخلاقك في بناء مجتمعك ، فقطرة الماء الصغيرة هي من تصنع المحيط . فكل مواطن قادر على ذلك دون الحاجة إلى مركز أو منصب أو مكانة ، فصدق التصرف و الإنتماء اتجاه بلدك و مواطنيه حتى لوكان تصرفاً بسيطا يجعلك كذلك ، فمن الطبيعي أن البلد لا تعترف بكبير إلا من خلال ما تصرف و ما قدم لها .

فحماة الديار و العين الساهرة هم من كبار كبار البلد ، هم الذين سهروا على راحتها و حفظوا أمنها و آمانها ، والمعلم أيضاً الذي يبني جيلاً محباً لوطنه من خلال إخلاصه في عمله هو كذلك أيضاً ، و كل من ساهم بإخلاص في بناء الوطن و تطوره و إزدهاره من عمال و موظفين و مهنيّن هم كذلك أيضاً .

و المواطن الذي ينهض بنفسه و يسعى إلى تطويرها هو كذلك أيضاً، فعندما يبدأ بذاته فسوف يرتقي تباعاُ ببلده .

المواطن المتواضع الخلوق المؤدب في بلده الذي ينشر الإبتسامة على وجه الآخرين ، صاحب التصرفات الإيجابية هو كذلك أيضاً ، فإيجابيته معدية تنتقل للآخرين ، فإسع َ إلى إلغاء السلبية التي هي معدية في ذات الوقت .

المزارع أو الذي يزرع على الأقل شجرة واحدة في بلده هو كذلك أيضاً ، فهو يحافظ على أرضه و يساهم في تقليل التلوث و ينشر المشاعر الإيجابية .

المتعاون الذي يتبرع بالدم دون الحاجة و عند الحاجة هو كذلك أيضاً ..هم من يظهروا روح التعاون و يساعدوا الملهوف .

المتطوع في العمل العام و العمل الإنساني في مجتمعه هو كذلك أيضاً ، فلا شعور يضاهي شعور مساعدة الآخرين .

المواطن الصالح الذي يساعد كبير السن في قطع الشارع و يساعد أم في حمل أغراضها و يميط الأذى عن الطريق هو كذلك أيضاً ، فإن لم نقم بمساعدة بعضنا فقدنا أهم عنصر في المجتمع الصالح المتكامل.

المواطن الذي يقود بحذر و لا يعتبر الطريق له وحده و أن هناك أطفال يلعبون في الشارع و أناس يقطعون الشارع و آخرون مثله يقودون سياراتهم ، فالمواطن الذي يلتزم بقواعد المرور و نظامه الذي وُجد لحمايته و حماية الآخرين هو كذلك أيضاً .

للإسف معظم الناس في الوقت الحالي يركزون على أنفسهم و ينسون الجميع ، فنحن نلمس المشاكل التي تؤثر علينا شخصياً و نفتقد للنظرة الكلية للمجتمع ، فقد أصبحنا نتحدث عن الوطن بلا روح مع أننا نستذكر في كل يوم دراسي كنا نصطف جميعاً لإداء النشيد الوطني لإظهار روح الإنتماء للوطن .

أصبحت إختلافتنا أعمق و أهم من فكرة أننا نعيش على أرض واحدة ، فشعورنا بالإنتماء الحالي أصبح للعرق أو اللون أو الجهة و نسينا أننا ننتمي لبعضنا أولاً و للوطن لاحقاً .

في النهاية كلنا أردنيون ، لا فرق بيننا إلا ما نقدمه لبلدنا و مجتمعنا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الف تحية سيدي الفاضل. كلماتك من ألقلب و اسأل الله ان يحمي الاْردن و أهله

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى