لماذا تنشر قوات الاحتلال المناطيد على حدود غزة ..؟

سواليف
على الحدود البرية الشرقية والشمالية لقطاع غزة، تنتشر العديد من المناطيد الإسرائيلية الكبيرة التي تحلق بعيدا في السماء، وتكون مثبتة بحبال قوية في الأرض، وجميعها تعمل ضمن منظومة أمنية إسرائيلية تهدف إلى التشديد على قطاع غزة، ومراقبة الحدود بشكل كبير، وجلها تساهم في تقديم المعلومات أو التقنيات الإلكترونية لتسديد الضربات العسكرية.
وفي تقرير له ذكر «المجد الأمني» المقرب من الجناح المسلح لحركة حماس، حول عمل هذه المناطيد المختصة بأمور المراقبة، أن جيش الاحتلال ينشر على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة العشرات منها بهدف «التجسس»، حيث تمتلك تقنيات فائقة في عملية تعقب الأهداف. ويشير الموقع ضمن المعلومات التي قدمها عن هذا السلاح الإسرائيلي أنه لا يقل خطورة عن الرادارات والطائرات بدون طيار، وذكر أن البعض يستهين بها وبقدرتها الفائقة على التجسس وتعقب الأهداف.
وأوضح أن حاجة الاحتلال الملحة لتأمين الحدود مع قطاع غزة ومنع عمليات المقاومة قبل حدوثها، والحصول على المعلومات الأمنية وتحديثها، دفعها لاستخدام المناطيد، حيث تستطيع تغطية منطقة محددة على مدار 24 ساعة.
وفي شرحه لكيفية عملها قال إنه يتم تحميل المنطاد على ظهر شاحنة ويؤخذ إلى المكان المناسب ويرفع في خلال ساعتين، ويتم تثبيته بأسلاك سميكة في بعض الأحيان.
وضمن المعلومات التي قدمها الموقع، ذكر أن البعض يعتقد أنه بكل سهولة يمكن إسقاط هذا المنطاد من خلال إصابته بإطلاق النار عليه وغيره،. لكنه قال إن هذا أمر صعب لأن غاز الهليوم الذي يساعده على التحليق غير قابل للاشتعال، وحتى وإن حدث ثقب فيه لا يسقط لأن ضغط الهليوم داخل المنطاد هو ضغط الهواء نفسه في الخارج ولهذا فالغاز لا يندفع إلى الخارج.
وعن استخدامات هذه المناطيد ذكر أنها عديدة، وأنها تستخدم للمراقبة المعقدة، وتصوير الأهداف بشكل دقيق جداً يفوق قدرة الأقمار الصناعية في هذا المجال، بالإضافة إلى إمكانية التجسس على الاتصالات في المنطقة المستهدفة.
وعن مميزاتها ذكر أنها لا تصدر ضجيجاً مثل طائرات الاستطلاع، وأنها فعالة جداً وخاصة في الأماكن التي لا يمكن فيها استخدام الطائرات، وأنه يمكنها البقاء في الجو لفترات طويلة تصل لأسابيع، وأنها أيضا إضافة لذلك مزودة بكاميرات عالية الدقة تعمل بتقنية الغيغا بكسل ذات الوضوح الفائق.
ومن ضمن المميزات أن بعضها يعمل بنظام التصوير المباشر حيث يتم نقل صورة حية للمنطقة والتعامل مع أي تهديد، وأنها أيضا تعتبر مثل «الروبوتات» حيث تكون قادرة على العمل بنفسها إذا تطلب الأمر، إضافة إلى قدرتها على مساعدة قوات الاحتلال على تصويب الليزر الذي يوجه الصواريخ.
ومن مميزاتها أيضا أن تكلفتها قليلة مقارنة بتكلفة عمل الطائرات، وأنها تستطيع العمل في ظل الغيوم الكثيفة.
لكنه قال إن من بين عيوبها أنها تتأثر بهبوب العواصف الترابية والرياح القوية، إذ يصبح من الصعب إنزالها بسبب شدة الرياح وسرعة حركة السلك الذي يربطها، فضلاً عن احتمال اقتلاعها من مكانها.
يشار إلى أن قوات الاحتلال تؤمن حدود غزة أيضا بمنظومة رادار وكاميرات مراقبة إضافة إلى أبراج عسكرية، وطائرات استطلاع «بدون طيار»، وبعض تقنيات التصوير والمراقبة الأخرى غير المعلنة.
وتستخدم إسرائيل تقنياتها هذه أيضا في الحروب والهجمات على غزة، حيث توكل لأجهزة التعقب والمتابعة بما فيها الطائرات الاستطلاعية توجيه الصواريخ أو حتى ضربها، بعد أن زودت بعض طائرات الاستطلاع بالصواريخ المدمرة.
وفي الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014 التي شنتها إسرائيل، استخدمت كل تقنياتها العسكرية في ضرب القطاع على مدار 51 يوما.
وفي العادة تستخدم الطائرات بدون طيار في عمليات الاغتيال أو تدمير مبان صغيرة، في حين تلجأ لاستخدام الطائرات النفاذة في إحداث عمليات تدمير وقتل كبيرة، حيث استخدمتها في تدمير بعض الأبراج السكنية.

القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى