لماذا العراق / أمجد شطناوي

لماذا العراق (4 )
في بداية سنين الحرب الثمانية أدرك العراق حجم المأزق الذي هو فيه إذ أنه يحارب دولة عقائدية وظفت فيه ايران الخطاب الديني ايما توظيف الى ان وصل الامر الى اعطاءهم ما يشبه صكوك الغفران وحجم السكان يميل لصالح إيران بشكل كبير فكل خطاب لخميني كان عدد المتطوعين بمئات الألوف يذهبون إلى الجبهات والجنة بأعينهم بالمقابل كان هنالك جزء من الشعب العراقي انظم إلى إيران وأصبح يحارب معها والجزء الآخر من نفس المكون قلبه مع إيران ولكم ان تدركوا معنويات ذلك الجندي العراقي الذي يحارب إيران وقلبه معها؟
شئنا إم ابينا الدين أقوى من القومية فإن خير اي شخص ذو الإتجاه الديني بين ان ينحاز إلى بني جلدته المخالف لهم بالدين وبين من يحملون نفس معتقده من قومية أخرى سيختار الدين على القومية.
بالرغم من كل ما ذكرت الا ان شخصية صدام التي تتسم بالتحدي والعناد والصبر وقوة الشخصية والبأس الشديد والشجاعة النادرة استطاع ان يقود العراق نحو الصمود لا بل في كل سنة تزيد من عمر الحرب يزداد ثقة بنفسه ويقترب من النصر فكان جل هدفه انقاذ العراق من إيران.
سنة 1986 خسر العراق الفاو نتيجة الصور المغلوطة قصدا من قبل أمريكا كما ذكرنا سابقا وأصر صدام على تحرير الفاو ، والفاو منطقة صعبة عسكريا لأنها منطقة سبخات رخوة مالحة غير صالحة لحركة المشاة او الدبابات وإذا انفجرت القذيفة فإنها ليست ذات فاعليه .
الخبراء في المجال العسكري نصحوه بعدم محاولة تحرير الفاو ومنهم المشير عبدالحليم ابو غزالة وزير الدفاع المصري وقالوا له يفنى الجيش العراقي ولن تحرر الفاو وقال خميني متحديا ان حرر العراق الفاو سانهي الحرب وضمت إيران الفاو إليها وأعلنت ان الفاو جزء من إيران وعينت نائبا يمثل الفاو وهذا يؤكد فكرة تصدير الثورة.
لكن شخصية صدام التي ذكرت لا تؤمن بالمستحيل فقال لي صديق عراقي ممن يحتلون رتب عليا في الجيش ان العراق يعمل مدينة تحاكي بيئة الفاو ويتدربون عليها لتحرير الفاو فلم اصدق ما قال وقلت له مستحيل وبعد مدة لا أذكر كم وإذ سماء بغداد مليئة بطائرات عمودية والإذاعة العراقية تقول ترقبوا نبأ عظيم فقلت لصاحبي العراقي معقول حرروا الفاو وأجيب بنفس الوقت مستحيل وبعد ساعات كان الخبر تحرير الفاو بزمن قياسي خلال 36 ساعة وادهش الخبر العالم أجمع وعمت الفرحة بغداد وبعد ذلك بدأت انهيارات الجيش الإيراني في جميع الجبهات وبعد ذلك خرج خميني بتصريحه الشهير والذي يقول فيه لتجرع السم اهون علي من إعلان وقف إطلاق النار وأعلن وقف إطلاق النار ووافق العراق على ذلك وعمت الفرحة العراق وخرج العراق قويا يمتلك خبرة قتالية عالية جدا ويمتلك قاعدة صناعية لا يستهان بها تضعه على الطريق الصحيح للوصول إلى دولة مهابة الجانب …وللحديث بقية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى