لسنا الخيار السهل / عمر عياصرة

لسنا الخيار السهل
باستثناء تهنئة الملك لأبي مازن على المصالحة، ما سمعنا اية اشارة رسمية تعلّق على مسار الاحداث الفلسطيني المتسارع، والذي لا يمكن عزله عن التوجهات الاميركية القادمة.
علينا ان نرصد المصالحة المفاجئة، وقبول الاطراف لها بحميمية مخلصة، كما انه من الواجب الالتفات للاخلاص المصري لها، فهذه الدراما لابد لها من رائحة اميركية، وهناك في الافق احتمالات ومآلات قد تجعل المياه تجري من تحت اقدامنا.
البعض يقول ان ما جرى في غزة كان ناجما عن اكراهات وضعت فيها فتح وحماس، ورغبة مصرية بدور اقليمي، وبحث اماراتي عن متنفسات غير مفهومة.
تحليل وجيه، لكن ايضا هناك وجه آخر عنوانه ادارة ترامب، وتل ابيب، وعلاقتهم المتنامية مع القاهرة وابو ظبي، وهناك ايضا صعود الحديث عن صفقة القرن، وربما هي صفقة تصفية القضية الفلسطينية.
الاردن في الميمعة، شئنا ام ابينا، صمتنا او علقنا، وتتسرب اقاويل ان ترامب تحدث مع عباس كونفدرالية مع الاردن، فطلب عباس منه «دولة» قبل الحديث عن كونفدرالية.
اين نحن، هل عندنا خبر بما يجري من مخططات، هل ما تلوكه الالسن الاميركية والاسرائلية والفلسطينية بحقنا، نحن آخر من يعلم به ويتداخل معه.
لا افهم الى الان مبرر صمتنا، وعدم اشتباكنا مع هذه المقولات، فالقصة تنتقل بسرعة من مجرد سيناريو يطرح هنا وهناك، الى اجراءات تتخذ في غزة وباقي المشهد الفلسطيني.
هناك توتر في علاقتنا مع اسرائيل، وثمة خطاب عدائي يوجه لنا، وهناك ازمة اقتصادية خانقة غير مسبوقة السوداوية، لكن كل ذلك لا يعني اننا الطرف السهل، ولن نقبل ان يمر من خلالنا صفقات مشبوهة، ولعلي بالمناسبة اطالب القوى السياسية الاردنية، ان تقف الى جانب الوطن، فالقادم ملتبس وعسير ومشبوه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى