كي لا يُحرف الطوفان عن مجراه !

كي لا يُحرف الطوفان عن مجراه !

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
منذ سنوات والإعلام الصهيوني الغربي يبذل جهدًا جبارًا لتصوير وتسويق #حركات #المقاومة العربية وخاصة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي كأذرعٍ لإيران، بالإضافة لمحاولته سلخها عن المنظور القانوني والإنساني والنضالي التحرري كحركات مقاومة وطنية مما يسهل عليهم نعتها وتوصيفها بالإرهابية، لتجييش العالم المنافق ضدها، وللأسف فإنَّ بعض أنظمة الحكم العربية انغمست وشجعت وشاركت في تشويه وشيطنة حركات المقاومة وانحازت للمشروع #الصهيوامريكي .
إلا أن الأخطر قد كان ولا زال انجرار الكثير من شعوب امتنا لامتطاء موجات النعرات الطائفية والمذهبية التي يقف وراءها الموساد الصهيوني ووكالات الاستخبارات الغربية وبعض المؤسسات الأمنية العربية، ففي هذا الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة لتوحيد الصفوف وحشد الطاقات لدعم إخوتنا وأشقاؤنا في غزة الشرف والصمود والعزة في حربهم وجهادهم المقدس وتصديهم لجحافل العنصرية الصهيونية وقوى الشر العالمية الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والرجعية العربية نجد البعض ينبش في أعماق التاريخ باحثًا عن مواطن الفرقة والخلافات والتناحر والاقتتال محققين بذلك ما يهدف ويسعى اليه الكيان الصهيوني ورعاته.
تصريحات جميع قادة المقاومة الفلسطينية أكدت وتؤكد بأن إيران هي من دربت وسلحت ومولت وساندت فصائل المقاومة ولا تتدخل في قراراتهم السياسية والعسكرية، هي فعلت ما عليها وعلينا ان لا نطلب منها ما هو مطلوب فعله عربياً بالوقت الراهن! فقط عندما تهب الدول والجيوش العربية للقيام بواجباتها تجاه فلسطين عندها يحق لنا ان نقول لإيران اين انت يا شقيقتنا المسلمة؟ كذلك فإن أصحاب الهجمة الشرسة على حزب الله وخاصة بعد خطاب أمينه العام هم غير مدركين للنتائج السلبية لانخراط الحزب بكامل قواه العسكرية في هذه الحرب على منجزات وانتصارات طوفان الاقصى ، هذا الطوفان الذي أنهى والى الأبد أسطورة الجيش الذي لا يقهر وكشف حقيقة الكيان الصهيوني المتوحش العنصري الإجرامي، وكشف القناع عن الوجه القبيح الأمريكي الذي يقود بنفسه هذه الحرب وعن حقيقة النظام الرأسمالي الاستعماري الغربي مزدوج المعايير، هذا النظام الذي تباكى وهب لتقديم كل الدعم لأوكرانيا ضد روسيا صاحبة الحقوق التاريخية بكامل الجغرافيا شرق الدنيبر وحتى أوديسا هو نفسه من يدعم ويموّل الحرب الوحشية والمجازر ضد المدنيين العزل في غزه أصحاب الارض التاريخيين ! الطوفان أسقط العالم الغربي المتوحش ومؤسساته من مجلس الأمن ومنظمات حقوق الانسان والصحة العالمية وغوث اللاجئين واسقط أكاذيب الحرية وحقوق الانسان والطفولة وحرية المرأة ومنظمات حقوق الانسان، كل الاشياء سقطت باستثناء أعلام ورايات وبسالة وشجاعة وعدالة القضية الفلسطينية التي نجد اليوم تحولاً كبيرا لصالحها في الرأي العام العالمي ويزداد مناصروها مع كل إراقة قطرة دم فلسطينية، هذه المعجزات الفلسطينية لا مثيل لها عبر التاريخ هي فلسطينية بحته وبإمضاء الدم الفلسطيني الطاهر ، أي تدخل خارجي مباشر سواء من حزب الله او ايران في ظل الإحجام العربي عن نصرة أبناء جلدتهم ستأخذنا إلى دهاليز المحاور والاصطفافات الإقليمية والدولية وستحرف مجرى طوفان الانتصارات الى مصابٍ اخرى غير فلسطينية ! وهو ما يسعى إليه الكيان الصهيوني ورعاته ، صحيح ان هناك جرائم ومجازر تؤلمنا وتُدمي قلوبنا وجميعنا نتمنى أن نصحو غداً وإذ بتل أبيب قد مُسحت من على وجه الارض ! لكن كي لا يُجرف الطوفان عن مجراه لا بد أن يكون النصر فلسطينياً وفقط فلسطينياً .
في هذا الوقت تحديداً ولخدمة المعركة الحالية علينا ان نثق بقادة المقاومة وتصريحاتهم ! هم جميعًا وخاصةً الفلسطينيون يقولون ويؤكدون بأن هناك غرفة عمليات مشتركة تضم “إيران واليمن وسوريا والعراق وحزب الله والمقاومة الفلسطينية ” هذه الغرفة هي من تدير الحرب وتقرر مجراها ، علينا تقديم كل ما نستطيع فعله كي نشارك في هذه الانتصارات، وأضعف الجهاد ان نستمع ونصدق ونقتنع بأقوالهم وألا نثير الفتن ونتصدى لمروجيها في هذا الوقت الحرج، وأؤكد مرةً اخرى ان مصدر الفتن المذهبية والطائفية هو الموساد الصهيوني .
وأخيراً إن كان هناك ما نقوله؛ فعلينا تذكّر الحكام والمسؤولين العرب وهم يجوبون شوارع باريس تضامنًا مع قتلى صحيفة شارلي إبيدو التي أساءت لرسولنا الكريم عام 2015 -هذه المسيرة التي شارك فيها عباس بجانب مجرم الحرب نتنياهو- والتي قدّم فيها بعض الحُكّام العرب الدعم المالي ناهيك عن الإدانة والتنديد والنواح، هؤلاء الذين يقيمون الاحتفالات والمسابقات اليوم في عواصمهم ولم نشاهد اي منهم بالقرب من معبر رفح أو في أي مسيرة تضامنية مع ابطال وشهداء غزه !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى