كيف تعمل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات؟

سواليف – كيف تحلق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات – بما فيها صاروخ كوريا الشمالية الذي جرى إطلاقه في 28 نوفمبر الماضي- ليطير أعلى بعشر مرات من ارتفاع محطة الفضاء الدولية؟

تأتي الإجابة عن السؤال من موقع “space.com”، الذي يشير إلى أن الأمر يعتمد على نوع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ولكن معظم هذه الصواريخ يتم إطلاقها من جهاز على سطح الأرض، وتطير عبر الفضاء الخارجي، وأخيرا تعود لدخول الغلاف الجوي للأرض، وتهبط بسرعة حتى تصل إلى هدفها.
مجرد اختبارات تجريبية

يقول فيليب كويل، وهو كبير مستشاري العلوم بمركز الحد من التسلح وعدم انتشار الأسلحة النووية، وهي مؤسسة لا تهدف للربح في واشنطن دي سي، إنه حتى الآن لم تقم أي دولة بإطلاق صاروخ عابر للقارات كإجراء حرب ضد دولة أخرى، بالرغم من أن بعض الدول اختبرت هذه الصواريخ في تدريبات عملية. ووفقا لتقارير إخبارية فإن على الرغم من أن اختبارات كوريا الشمالية ليست إلا مجرد تجارب أيضا، فإن الطبيعة الاستفزازية لهذه الاختبارات أثارت توتر أعصاب للعديد من قادة العالم.

تجربة إطلاق صاروخ باليستي كوري شمالي في الرابع من يوليو 2017
عابر للقارات

إن الصاروخ الباليستي العابر للقارات، كما يوحي اسمه، يمكنه بمجرد إطلاقه، السفر من قارة إلى أخرى. وبمجرد أن تبدأ تلك الصواريخ التحليق فهي تشبه إلى حد كبير كرة بيسبول تحلق في الهواء. ومثلما هو الحال بالضبط مع كرة البيسبول، فإنه يمكن انطلاق الصاروخ العابر للقارات من أية زاوية. ولكن في حالة كوريا الشمالية، يتم إطلاق الصاروخ العابر للقارات بشكل “يكاد يكون مستقيما وإلى أعلى”. ويقول كويل لموقع “Live Science”: “إنهم يطيرون مباشرة ضد قوة الجاذبية ويهبطون بعيدا عن كوريا الشمالية. إذا كانت الصواريخ بعيدة المدى، [فإن الكوريين الشماليين] عادة ما يسقطونها على الجانب الآخر من اليابان، وهذا، بطبيعة الحال، يجعل اليابان في غاية التوتر.”
هدف على بعد 13 ألف كم

ووفقا لمدونة “Nov. 28” التي كتبها خبير الصواريخ ديفيد رايت، فإنه.من المهم ملاحظة أن كوريا الشمالية لن تطلق صواريخها رأسيا إذا أرادت شن هجوم فعلي. ويضيف رايت: “إنهم سيطلقونها نحو هدفهم، الذي ربما يكون على بعد آلاف الأميال”. وهذا يعني أنه على الرغم من أن Hwasong-15، أحدث الصواريخ العابرة للقارات، حلق لمسافة حوالي 1000 كم من موقع إطلاقه، فإنه يمكن أن يسافر أبعد بكثير – من المرجح أكثر من 13،000 كم من موقع إطلاقه، إذا كان لديه مسار معياري.

صاروخ باليستي عابر للقارات صيني

ومع ذلك، فإنه من الصعب أن معرفة إلى أي مدى قد يحلق الصاروخ الكوري الشمالي العابر للقارات، إذا كان الإطلاق في وضعية قتالية، حيث إن “الاختبارات التجريبية” تتم على الأرجح بحمولة خفيفة من الرأس النووي مثلا، أو بدون حمولة رأس حربي على الإطلاق. ويوضح كويل أن مثل هذه الحمولة – رأس حربي نووي- سوف تثقل على الصاروخ، وتقلل من المسافة التي يستطيع السفر إليها.
رحلة من 3 مراحل

يشرح كويل أنه عند الإقلاع، يدخل الصاروخ العابر للقارات مرحلة الانطلاق. وخلال تلك المرحلة، تحمل الصواريخ المساعدة التي تدفع الصاروخ العابر للقارات إلى الجو صعودا، لمدة من 2 إلى 5 دقائق، حتى يصل إلى الفضاء. ويضيف أن الصاروخ العابر للقارات يمكن أن يكون له ما يصل إلى 3 مراحل من الصواريخ المساعدة. يتم التخلص من كل مرحلة منها بعد أن تحترق، وبعبارة أخرى، بعد أن تتوقف المرحلة الأولى عن الاحتراق، يأخذ الصاروخ المساعد رقم 2 دوره، وهلم جرا.

علاوة على ذلك، يمكن أن يكون لهذه الصواريخ المساعدة وقود سائل أو صلب. يستمر الوقود السائل لفترة أطول في الاحتراق في مرحلة الإطلاق أكثر من الصواريخ المساعدة التي تعمل بالوقود الصلب. وفي المقابل، فإن الوقود الصلب “يوفر طاقته في وقت أقصر ويحترق بشكل أسرع”.

topol-m صاروخ روسي باليستي عابر للقارات

ويضيف كويل: يمكن للوقودين السائل والصلب أن يرسلا الصواريخ المساعدة على قدم المساواة إلى نفس البعد، ولكن معظم البلدان تبدأ بتكنولوجيا الوقود السائل لأنها مفهومة جيدا. ويفسر كويل: “وبالتدريج يتجهون إلى الوقود الصلب للحصول على أوقات حرق أسرع، كما أنه يتجنب مخاطر التعامل مع السوائل الخطرة التي تكون قابلة للاشتعال والسامة على حد سواء”.
مسار باليستي

في المرحلة الثانية، يدخل الصاروخ العابر للقارات الفضاء كما أنه يظل مستمرا على مساره الباليستي (القذائفي). ويقول كويل: “إنها تحلق عبر الفضاء بسرعة كبيرة، ربما 24 ألف كم/ساعة أو 27360 كم/ساعة”. ويوضح كويل قائلا: “وذلك لأنه يستفيد من حقيقة أنه لا توجد مقاومة جوية في الفضاء الخارجي “.

ويستطرد كويل قائلا: تمتلك بعض الصواريخ العابرة للقارات التكنولوجيا، التي تسمح لها أن تأخذ انطلاقة نجم – بمعنى أنها يمكن أن تستخدم موقع النجوم لمساعدتها على توجه أفضل نحو هدفها.
العودة للغلاف الجوي

وفي المرحلة الثالثة، يعود الصاروخ العابر للقارات لدخول الغلاف الجوي، ويضرب هدفه في غضون دقائق. وإذا كان للصاروخ دافعات صاروخية، فإنه يحتمل أن يستخدمها للتوجيه بطريقة أفضل نحو هدفه. ويقول كويل: ومع ذلك، فإنه بسبب الحرارة الشديدة، التي يواجهها عند إعادة دخول الغلاف الجوي، فيمكن أن يحترق الصاروخ ويُدمَر، ما لم يكن مزودا بدروع مناسبة تتحمل درجات الحرارة فائقة الارتفاع.

وبالنسبة للصاروخ Hwasong-15، فإن مجمل المسار استغرق 54 دقيقة، أطول بكثير من اختبار كوريا الشمالية، الذي استغرق 37 دقيقة في 4 يوليو 2017، واختبارها الذي استغرق 47 دقيقة في 28 يوليو 2017، وفقا لما سجله رايت في مدونة “Nov. 28”.

تجربة إطلاق بيونغ يانغ لصاروخ باليستي في الثامن والعشرين من يوليو
استعراض للقدرة والقوة

ويقول كويل إنه بالرغم من أن بعض الدول، ومن بينها الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند، تمتلك صواريخ عابرة للقارات، إلا أن أحدا منهم لم يطلق أيا منها في هجوم متعمد ضد دولة أخرى. ويضيف: “لقد اختبرناهم جميعا لإظهار أننا نستطيع أن نفعل ذلك، وهو بالضبط ما تفعله كوريا الشمالية الآن، لكننا لم نستخدمها بالفعل في الحرب، والسبب هو أنها ستكون حربا نووية شاملة وسوف نسقط جميعا موتى”.

العربية نت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى