كورونا و”حاملة ومليانة”(2-2)

كورونا و”حاملة ومليانة”(2-2)
د.ماجد توهان الزبيدي

لم يهتم المتصرف بتقرير المختار “سويلم آل خفاش” لكثرة التقارير التي يكتبها المذكور بعباد الله والتي في معظمها ناجمة عن السماع والشك بمواطنين لا يحترمون المختار ،ولهم شخصياتهم المستقلة وأهل وعي واصحاب هم وطني وقومي،لكن إصابة المختار بالعطس المتكرر والزكام بعد وليمة اقامها له الثنائي حسام وخميس ،جعلته يهرول لمكتب المتصرف راجيا ان يتوسط له لدخول العزل في المشفى الحكومي ،الأمر الذي دعا الحاكم الإداري لإستدعاء الثنائي المذكور.
كان المتصرف مجاملا للثنائي وبارد الأعصاب،على الرغم من غليان جوفه!إذ ان تقرير المركز الصحي الأولي عن حالة المختار زادت من هواجس الحاكم من نية حسام من مشروعه الخاص بتجارة صيد الطيور،ثم تخيّل انهُ سيكون اول المصابين ب”كورونا”لكثرة تقبيل المختار له .
قال المتصرف:اهلا أستاذ حسام:ماهي مشاريعك الحالي؟
رد حسام:العودة للزراعة البعلية، سعادة المتصرف من اجل مساندة الحكومة في توفير الطعام للشعب!
لم يقتنع المتصرف من الجواب!لكنه قال:المتصرفية على إستعداد تام لدعمك في البذور والتسويق،لكن معلوماتنا تُشير إلى نيتك في صيد الطيور والخفافيش والضفادع والصراصير لبيعها للجالية الصينية بهدف الربح السريع!ثم ماقصة شاورما الخفافيش التي اكلها المختار في ضيافتكما؟
وهنا بادر خميس للرد على المتصرف:أعترف لك انني انا – دون علم أخي حسام – من ألّف من خياله قصة مشروع حسام لصيد الطيور والخفافيش!أمّا الوليمة التي اقمناها للمختار فهي ليست سوى شاورما دجاج قمنا بتتبيله بالبهارات قبل يومين ،لكنني أنا شخصيا من اوهم المختار انها شاورما من طيور الخفافيش التي إصطادها حسام مؤخرا ،لمداعبة المختار ولمعرفة قوة أعصابه!!
وهنا ضحك المتصرف وضيفاه كثيرا،ثم تحوّل الضحك إلى قهقه من الجميع عندما قال حسام أن المختار بلع عشرة سندويشات من الحجم الكبير ،وهو يُردد:”يابيّيه ماألذ شاورما صدور الدجاج”! وأضاف:”ياسعادة المتصرف :كل شباب المنطقة غير قادرين على صيد خفاش واحد ،بل كل شرطتك لن تستطيع الإمساك بواحد من تلك الخفافيش”!
وهنا إستغل خميس الأجواء اللطيفة التي حفل بها اللقاء ،فقال:”لو أذن لي سعادته القول أن المختار شره يحمل دوما بطنه لموائد الناس ،وأنهُ صاحب خيال واسع في الظن بالناس،ولا يحترم خصوصية الجلسات والأحاديث،وكل ذلك من اجل كسب ود الحكومة والتعالي على الناس ،وإستغلال علاقته معها للتحايل على الناس وجني الرشاوي منهم لحل بعض مشاكلهم ،ولمواصلة دعوته لموائد الدولة إبان الإحتفالات وإلتقاط الصور مع بعض عليّة القوم ،وإستنساخ عدة صور منها وتعليقها في غرف بيته ومضافة حمولته ،لإيهام نفسه وعامة البسطاء بأنه رجل “واصل” في وقت لا يحفظ جدول الضرب ولا اسماء عواصم الدول الإسلامية،ولم يحصل على تعليم حقيقي،ويتآمر مع الغرباء من منافسي رجالات عشيرته إبان الإنتخابات!
وهنا شكر المتصرف ضيفيه على جرأتهما في طرح رأييهما،وعاد الجميع للضحك بصوت عال،عندما دعا حسام المتصرف على غداء شاورما خفافيش الجمعة القادمة!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى