“كلام بكلام”

سامحنا يا وطني لقد أضعناك بالكلام!

مقال الأحد 29-12-2019
“كلام بكلام”

“أبو العيال” عندما يدرك انه استدان مئة دينار أخر الشهر فوق راتبه ومصاريفه المتوقعة، لا بد له أن يراجع نفسه..لماذا صرفت؟ وأين صرفت؟ وكيف صرفت؟..وهل كان هناك حاجة للاستدانة؟..
حسب وزارة المالية : يقدر عجز الموازنة في عشرة شهور “2 مليار” دينار أردني بعد ان كانوا يتوقعون عجزاً يصل الى “50 مليون” دينار فقط..هل هناك حكومة في العالم تحترم نفسها ويكون نسبة الخطأ لديها أكثر من أربعين ضعفاً؟؟..ثم اليس من حق المواطن أن يسأل.. كيف صرفت الـ 2مليار؟ وأين صرفت؟ ولماذا صرفت؟..للأسف أحد لا يحاسب أحداً. استمرأنا الشكوى والتذمر و”التنهيف” على مواقع التوصل الاجتماعي ولم نقف موقفاً جدياً واحداً يشعر الطرف الذي يورط البلد بالمديونية والفساد أن هناك شعب يحاسبه ..
باختصار لقد تحولنا الى “دولة من كلام”..الحكومة تأخذ “ستانداتها معها” و”البوسترات” الخاصة بالنهضة في مؤتمراتها الصحفية لتمارس علينا “كلام فارغ”..ووعود وهمية محشوة بكلام “بلا طعمة” يصلح لكل زمان ومكان هو أقرب للوجدانيات والتمنيات ..يتبعها تطمينات “كلام” ونهضة “كلام” وانجاز “كلام” وولاء “كلام” وخطط مستقبلية مشغولة بالكلام .. وعندما ينتهي المؤتمر الصحفي يلفون “البوسترات” ويعيدونها الى مكاتبهم الى حين جولة جديدة من “الكلام” في مؤتمر صحفي آخر او محافظة متشوّقة للكلام الفارغ ،لتبدأ الناس بموجات من “كلام”..وهو بالمناسبة “كلام فاضي” أيضاَ..انتقاد متقزّم “فارغ”..سخرية ونهفات وصور وتعليقات تميّع الموضوع وتبرد الاحساس بالغضب..والخاسر الوحيد الوطن..
لن أعيد منشوري السابق ، لكني ملزم أن أقول للحكومة أن كل الشعارات التي تقدمينها من “انهض” ،”نهضة”،”دولة الانسان”، “دولة القانون”، “دولة الانتاج” هو كلام فارغ، ساذج، و”ضحك ع اللحى”..من يريد أن ينهض يقدم شيئاً ملموساً واقعياً، يحسن من معيشة الناس لا يزيد من جبايتهم..الدول الأخرى تخطو خطوات عملية نحو بناء دولها، وتحصينها بتشريعات تحمي الأوطان من الفساد ، وترفع من شان الانسان، الدول الأخرى تتقدم بالصناعات التي تفرض احترامها على العالم ، الدول الأخرى لها “وهرة سياسية” في المنطقة ،ونحن حولتمونا الى “شربوشة خرج” كما تميل الرياح نميل..الدول الأخرى هناك منظومة حقيقة يهمها حماية الدولة وإدامتها الف عام..وانتم تتفنون في السرقة والفساد وتفتيت هيبة الدولة،والتذاكي على المواطن الذي لا حول له ولا قوة ، ولم تفعلوا شيئاً يبقي صمود الدولة وشكل الدولة..لا أريد أن أعيد منشوري السابق ، لكن اذا لم يصلكم ها أنا أغلفه من جديد لكم..بورق الاتهام المباشر ” انا كمواطن أشتري الخبز بالسعر العالمي..اشتري البترول بالسعر ضعف العالمي..ادفع فاتورة كهرباء بالسعر ضعف العالمي..لا يوجد اي دعم حكومي لأي سلعة او خدمة، تنفيذ شوارعنا منح، وصيانة مؤسساتنا منح، وصهاريج النضح منح ..لم نخض حربا مع احد…ولم نشتر قطعا عسكرية كما تفعل كل دول العالم ..والدعم الدولي لم ينقص مليما بل زاد وتمدد ..فلماذا ترتفع مديونيتنا ٢ مليار دينار (٢٠٠٠ مليون ) ؟؟” …
سامحنا يا وطني لقد أضعناك بالكلام!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. الوطن يسير إلى الهاوية اذا لم يتدارك الوضع العقلاء والحكماء اذا بقي اح منهم

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى