تعالي بكرة

تعالي بكرة
يوسف غيشان

ليس مهمًا إن كان الرجل شخصية خيالية أم أنه كان شخصا حقيقيا عاش عبدا في القرن السادس قبل الميلاد، في بلاد الإغريق نبع الفلسفة والخرافات معا. المهم ما تركه لنا من تراث مجموع فيما يسمى (خرافات ايسوب) وهي قصص خرافية كما يبدو من اسمها لكنها ساخرة وحبلى بالحكمة.
أعود بين الفينة والأخرى الى خرافات حكايات ايسوب لأجدد روحي من روعتها. تتحدث احدى حكايات ايسوب عن بطة كانت تتدلع على ثور. طبعا اعرف ان البطة والثور لا يتحادثان بلغتنا ، لكن مرقوها، هيه وقفت ع هاي؟؟؟
قالت البطة للثور بأنها تتمنى الصعود الى الأعلى. كان الثور(يعز ) تلك البطة تحديدا، فقال لها بعد تفكير :
– حسنا ..استطيع أن احقق أمنيتك.
فوضع روثه بالقرب من ساق الشجرة ، وقال لها :
– تعالي بكرة.
– جاءت البطة على الموعد، فقال لها اصعدي على الروث، فصعدت…. اذ ان الروث كان قد نشف
فقالت البطة:
– اريد اعلى وأعلى ..اريد ان اصعد الى اعلى الشجرة.
فوضع الثور روثا جديدا فوق الروث القديم وقال لها:
– تعالي بكرة .
وهكذا كانت البطة تأتي كل يوم وتصعد وتصعد على كومة الروث المتزايدة ، حتى وصلت الى القمة.
نظرت الى من القمة الى الأرض بغرور واعتزاز ثم رفعت انفها في السماء ….في تلك اللحظة مر نسر فاختطفها بين مخالبه ..وأكلها.
من هذه النهاية الحزينة للبطة المسكينة ، نكتشف ان واضع القصة ، أوصلنا الى حكمة رائعة تقول :
– يمكن للقذارة ان تصعد بك الى الأعلى ، لكنها لن تبقيك طويلا هناك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى