رواية جزائرية تقارن بين واقع المجتمعات العربية الحالى ومنطق الغاب

صدر مؤخراً، عن دار جوبة الجزائرية رواية جديدة للكاتب كمال بوشامة وزير الرياضة السابق بالجزائر بعنوان “الهجرة المنجبة”، تناول من خلالها واقع المجتمعات العربية وما يسودها من تصرفات غير سوية، خاصة عقب ثوراتها، وذلك فى مقارنة بين مجتمع الغاب والمجتمع البشرى، حيث تصفه ذبابة نقلاً عن ما تكابده فى مجتمعها الغابى.

وحسبما ورد بجريدة الفجر الجزائرية، أن الرواية سردت عبر صفحاتها الـ240 قصصا خيالية تعبر عن معاناة الذبابة وبنى جنسها من قاطنى الغاب الباحثين عن العدالة والاستقلالية، فجاءت القصة الأولى التى كانت بطلتها الغزالة ثم الثانية مع الفيل فقصة ابن آوى وتوالت القصص مترجمة العديد من القضايا التى لم تجد لها انفراجاً فى المجتمعات العربية، سواء الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية، السياسية.

ومن خلال مقارنة الكاتب بين المجتمعين يكتشف أن الذبابة محقة فى اختيارها الهجرة والهروب من كل الضوائق، وهو ما عبر عنه فى الصفحات الأولى بقوله “أكتب عن الغاب الذى لا يختلف كثيراً عن حياة البشر مع فرق صغير هو أن الإنسان تميز بالعقل فى فرض قانون الغاب على عكس الحيوان الذى فرضت طبيعته الحيوانية قانون الغاب”.

وحاول الكاتب التركيز فى روايته على ضرورة التغيير الشامل للقضاء على الديماغوجية والبيروقراطية والتراكم الداخلى الملفوف بغياب العدالة الاجتماعية الذى أفرز الأوضاع التى تعيشها البلدان العربية اليوم، والذهاب إلى الإصلاح الإيجابى المطبوع بالرزانة لمواكبة التطور بعيدا عن السكون الذى يسيطر على مجتمعاتنا العربية، متوجها من خلال روايته بدعوة إلى كل من يطمح الى التغيير السلمى بعيداً عن العصبية باعتماد أسلوب حضارى يطبعه الحوار والمجادلة بالتى هى أحسن، والتصميم على تغيير جذرى يكون أشبه بالدواء الشافى بعيدا عن الوعود الزائفة الأشبه بالبرق الخُلب الذى يضيء ولا يعطى المطر، نقله الكاتب على لسان الذبابة المسافرة العائدة الى غابها.

وذكر المؤلف فى بداية كتابه أن فكرته تعود الى سنة 1984 عندما كان وزيرا، فحصل أن كان مسافرا فى مهمة وأثناء انتظاره فى قاعة المطار أزعجته ذبابة بدورانها الطنان فاصطادها وحملها معه فى علبة كبريت وتصور حواراً دار بينهما.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى