نحن في مهب الرياح الا اذا / د.عساف الشوبكي

نحن في مهب الرياح الا اذا

بغض النظر عن ممارسات ألحكومات وظلمها وما حاق بالوطن من فساد ، فإن المؤمنين بالله والمتيقنين بفرجه وكرمه والعارفين بوفاء وصدق انتماء الأردنيين وحبهم لثرى الاْردن وخوفهم وحفاظهم على سلامته وامنه واستقراره ووحدة شعبه ورغم بالغ المعاناة ينظرون الى المستقبل بأمل وتفاؤل وعكس ذلك فإن التشاؤم والندب واليأس لن يغير الواقع ولن يُحسّن الصورة ولن يبدل الحال و ويجمل الاحوال ولن يجلب الا الركون الى الاحباط ومزيداً من الإمتعاظ والألم والقهر والفوضى ،
ولا يجب ان يؤدي فشل الحكومات ومجالس النواب وكرههم وعدم الثقة بهم من قبل الناس الى زحزحة الثقة بالوطن وكرهه وجلده وتركه يواجه إعصار القرن المشين وبقليل من العناء والبحث فإن الأعداء بيننا ويحيطون بِنَا ويتحينون فرص الانقضاض علينا فالوطن بين فكي اعداء الداخل ( الفاسدين ) واعداء الخارج في الإقليم وداعميهم من القوى الكبرى صاحبة النفوذ في العالم والداعمين للكيان الصهيوني والطامعين بالنفوذ وبثروات العرب الذين كشروا عن أنيابهم وبانت مؤخراً سوءآتهم واتضح مكرهم وسيءُ مخططاتهم
، ولذلك على الدولة اعادة ترتيب أوضاعها واستعادة دورها المحوري الفاعل واستثمار موقعها الاستراتيجي وحضورها الإقليمي والدولي السابق المؤثر وافشال محاولات سحب الوصاية الاردنية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس لصالح من يسعون لذلك وعلينا رص صفوفنا وبعث القوة في النفوس من جديد لمواجهة التحديات وإحباط المؤامرات التي تحاك ضد الاْردن وفلسطين وأهمها صفقة القرن التي ستعيد ترتيب الأدوار ورسم الحدود في المنطقة وسحب البساط من تحت الفلسطينيين والاردنيين وتنهي القضية الفلسطينية لصالح اسرائيل الغاصبة ويهودية الدولة وتهجر الفلسطينين من جديد من ارضهم ووطنهم الى المجهول .
يتطلب ذلك ترتيب البيت الاردني من الداخل بإنجاز قانون انتخاب قوي يمثل الأردنيين تمثيلاً حقيقياً واجراء انتخابات حرة ونزيهة على اساسه لفرز مجلس شعب حقيقي وقوي يستطيع تحمل المسؤولية وفق دوره الدستوري الى جانب القيادة في مواجهة الاخطار المحدقة وتشكيل حكومة انقاذ وطني قادرة على ادارة الملفات الصعبة وأهمها الملف الاقتصادي وإخراج الوطن من معضلاته وفصل حقيقي بين السلطات وتفعيل للدستور وإعادة الهيبة للوطن والدولة ودعم الاعلام ليأخذ دوره الفاعل كسلطة حقيقية من سلطات الدولة الفاعلة ورفع القيود عن حرية التعبير عدا ذلك نحن في مهب الرياح العاتية دون غطاء وستأخذنا الى حيث تشاء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى