قراءه في الافكار الثوريه لولي ولي العهد السعودي
الثورة والثورة المضاده !!!!
(1-2)
أنا لست متفائلا ومنذ عقود ومازلت على قناعه بأن انساننا العربي يعيش خارج اطار الزمن والتاريخ والواقع وأن كل المحاولات المخلصه والدؤوبه والرؤى والتصورات لعالم عربي مثالي يرتقي لمستوى التحديات المعاصره هي رؤى حالمه سورياليه خياليه محكوم عليها بالفشل من المقدمات وذلك لسوداوية االمشهد العربي وضبابيته وغياب المنهجيه والمؤسسيه وحجم وكم التحديات سواء المحليه أم الاقليميه أم الدوليه والتي ترخي بظلالها على مجمل المشهد العربي برمته ونحن نعيش بؤس اللحظه وفاجعتها المتمثله بربيع عربي دموي تم الانقضاض عليه من قوى البغي والفساد والتسلط والتي حكمت رقاب الامه منذ عقود !!!!
القضيه ليست الافكار او التصورات مجددا بل التنفيذ على ارض الواقع العربي وفسيفسائه المتحركه والتي تم تشطيرها وتهيئتها لمزيد من التفتيت والبلقنه كي يتم تنفيذ المشاريع والتصورات الدوليه لواقع المنطقه ولما يجب ان تكون عليه وكما حدث لاتفاقيات سايكس بيكو الاستعماري والتي تم بموجبها وأد المشروع النهضوي العربي الذي قاده ابان الثوره العربيه الكبرى الشريف حسين بن علي هذا المشروع النهضوي العربي تم وأده في لوزان ولندن ثم اكمال المهمه في نيويورك عبر قرارات أمميه تم انشائها لتحل محل الخلافه العثمانيه اولا ووحدة هذه الامه ثانيا ولتصبح الامه باسواقها الواسعه منطقة صراع وتغول ونفوذ تتسابق فيه قوى المشهد الدولي السياسيه والاقتصاديه على تلك الاسواق لاعادة تدوير بضائعها وصناعاتها التي تم استنزافها على شكل مواد اوليه ولتبقى المنطقه والعالم منطقة استهلاك لتلك المنتجات وتبعيتها للمركز والقرار الدولي الرأسالي والامبريالي وتدور في فلكه والذي أجهض كل المحاولات العربيه المخلصه للنهوض والصعود بدءا من عهد صدام والدوله العراقيه التي عشنا لحظة نهوضها وصعودها ولحظة سقوطها الى كل المحاولات النهضويه التنمويه والتصنيعيه في الجزائر ومصر وسوريا وغيرها !!!!
صاحب السمو ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مغرق في التفاؤل ونسي ان هنالك خطوط حمراء لا تستطيع أي قياده سياسيه في المنطقه العربيه تجاوزها او الحياد عنها في سبيل رفعة الامه ولتبقى اسرائيل الدوله الاهم والاقوى في المنطقه سواء من الناحيه السياسيه ام الاقتصاديه ام العسكريه وأن كل الامال والاحلام التي تبنى خارج اطار ارادة الشعوب العربيه وارتباطاتها المؤسسيه عبر مؤسساتها الشعبويه والوطنيه محكوم عليها بالفشل واولى هذه الاوهام امتلاك القدرات الصناعيه العسكريه والتي تفرخ ذهبا لمصانع السلاح العالميه وأنها اي المنطقه العربيه السوق التي تمتص فائض مصانع السلاح العالميه والدوليه والتي تحتكر الصناعات العسكريه العالميه سواء في امريكيا ام روسيا و والمنظومه الغربيه !!!!
ان تفجير أي منطقه في العالم العربي جاهز متى أريد له ذلك في اطار حالة السيوله التي تعيشها المنطقه العربيه وشعوبها والتي تم تقسيمها طائفيا ومذهبيا من قبل القوى الاستعماريه بعد الحرب العالميه الاولى وأن المؤامره كبرى بحجم التوافقات الدوليه الراهنه في المنطقه وتحديدا بعد الاتفاق النووي الايراني الامريكي واعادة تغيير مجمل التوازنات الاستراتيجيه في المنطقه وبما يظمن ديمومة الهيمنه الاسرائيليه الايرانيه التي اصبحت جزءا من تلك اللعبه والكره المتدحرجه في المنطقه والتي تبتلع دولها دوله وراء اخرى !!!!!
صاحب السمو نحن نتمنى لك الخير والمزيد من التفاؤل ولكن هي الحسابات الدوليه الاستراتيجيه التي غفلنا عنها سابقا في اطار حالة التناحر العربي العربي والتي كانت فيها التوازنات الدوليه تسمح بالخروج على الخطوط الحمراء المرسومه لشعوب المنطقه والتي استغلتها الباكستان في لحظه تاريخيه مفعمه بالتقلبات والتحديات سمح فيها لتلك القوه بان تدخل النادي النووي ومن ثم وبعد زوال التهديد الاستراتيجي الشيوعي جرت عمليات حثيثه لا سقاط مشروع القنبله النوويه الاسلاميه وما احتلال افغانستان وحربها واحتلال العراق الا صفحه في اطار تلك المحاولات والسعي لانهاء تلك الحاله الشاذه في المشهد الاستراتيجي الدولي !!!!!
الكاتب والشاعر نايف السليم
Nayef_alslayem@yahoo.com
