“في غياهب الضياع” / محمد بني أحمد

“في غياهب الضياع”
وتأبى الحياة الا ان تلقنك اقسى الدروس واصعبها … وكأن تلك التعويذة الملقاة على البؤساء امثالنا لا تنتهي بتقادم الزمان …لا وبل تطاردنا جيلا بعد جيل ..نرثها من ابائنا ونورثها لابنائنا …
ليت ذلك المسلسل من الضياع في اجزائه المليار ينتهي … علنا نستيقظ يوما لنجد ان كل ما مررنا به كان مجرد اضغاث احلام … ليت البؤس والهم كالمال والسعادة فلا يأتي الا صدفة وبعد طول عناء …
لعلها رصاصة الرحمة ما يخلصنا من بؤسنا المزمن … ولعلها من يخلصنا من براثن الحياة المملوءة بسموم الحزن والكأبة والتعاسة … ولعلنا نتقيأ الهم وننظف منه اجسادنا المتعبه …
حتى الان ولم افهم المغزى من هذه الحياة المقرفة ..ولا من متاهاتها المخيفة … حتى هذه اللحظة لم اتقن اصول اللعبة وما اظن الا انني احتاج كعمري مرتين لاتقن بعضا من قواعدها … ولطالما خاب ظني.
ليت احلامنا تكف عن مضايقتنا … ليتها تفهم ان لا مجال لنا للارتباط بها …ليتها تذهب الى غير رجعة …وليتها تفهم اننا قد تزوجنا كوابيسا قد اشترطت علينا عدم الزواج بغيرها ..
وما بين اهات العمر ودموع الزهر ندفن طموحاتنا في رمال ارض جرداء قاحله … غير منتظرين ان تزهر فما وضعناها هناك الا لترقد الى مثواها الاخير هانئة بنعمة اللامبالاة ….
وهنا تتعالى هرطقة الحالمين بالتفاؤل وايجاده وما وجدناه منذ مدة ليست ابدا بالقليلة …حتى بات الخير جزءا من قصة للاطفال تروى قبل النوم او نهاية لرواية شكسبيرية ذات مغزى…
وما بين المنطق والايمان والخيال والسببية ضعنا وضاع طريقنا … وضاعت معنا سلسلة اطفالنا الممسكين بأيدي بعضهم بعضا وقد تشبث اولهم بنا بشدة كي لا يتيه في غياهب المجهول …
وذاك الفيلسوف يرشدك بفلسفته … والعالم بالفرضيات العلمية …والشيخ بالمعجزات الالهية … والمثقف بالمنطق الابله … وبين كل هذا بقينا شتاتا على اعتاب المجهول لا نتعلم الا من جراحنا المؤلمة…
لكم وددت لو لم اكن جزءا من لعبة الحياة القاسية … وما وجدناه منذ مدة ليست ابدا بالقليلة …حتى بات الخير جزءا من قصة للاطفال تروى قبل النوم او نهاية لرواية شكسبيرية ذات مغزى…
وما بين المنطق والايمان والخيال والسببية ضعنا وضاع طريقنا … وضاعت معنا سلسلة اطفالنا الممسكين بأيدي بعضهم بعضا وقد تشبث اولهم بنا بشدة كي لا يتيه في غياهب المجهول …
وذاك الفيلسوف يرشدك بفلسفته … والعالم بالفرضيات العلمية …والشيخ بالمعجزات الالهية … والمثقف بالمنطق الابله … وبين كل هذا بقينا شتاتا على اعتاب المجهول لا نتعلم الا من جراحنا المؤلمة…
لكم وددت لو لم اكن جزءا من لعبة الحياة القاسية … ولكم وددت لو كنت ورقة بالية على غصن شجرة هرمة … لتسقط سريعا في الخريف القريب فترتاح من هموم تلك الشجره …

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى