فوضى الحرية

فوضى الحرية
خوله الكردي

قتل جورج فلويد واصبحت امريكا امام اختبار حقيقي لمعنى الحرية، فهل الحرية ان يتظاهر مجموعة من الامريكيين من شتى العروق لاجل انصاف رجل قتل بصورة لاانسانية ويواجهون بالقوة المفرطة من قبل قوات الامن بذريعة الحفاظ على الامن والاستقرار؟! وبالمقابل هل يبرر لبعض المحتجين نهب وحرق المتاجر والمحال والكنائس وتخريب المرافق العامة بحجة مقتل فلويد؟! اين المبادئ والقيم التي نادت بها امريكا منذ عقود خلت؟! وهل الحرية ان يظهر الحزب المعارض(الديمقراطي) بزعيمته نانسي بيلوسي ورئيس الاقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ جاك شومر للاصطياد في “الماء العكر” حتى يتصدروا المشهد طمعا لكسب ود الامريكيين وانتهاز اكثر الاوقات حساسية وصعوبة على الرئيس الامريكي ترمب وحزبه؟! ام هل من الحكمة بمكان ان يظهر الرئيس الامريكي متوعدا المتظاهرين بدل القيام بخطوات سريعة وجدية لمحاكمة رجل الامن الذي ضغط بركبته على عنق فلويد وبمساعدة زميلين اخرين جثوا على ظهره حتى فارق الحياة؟! والسؤال الاهم لماذا فقد ترمب حس الزعيم وما يفترض القيام به في ازمة اشد ما تكون في حياته الرئاسية؟!
والخصومة السياسية تبلغ مبلغها وجون بايدن من جانب اخر يظهر وكانه الزعيم الذي يبحث عنه الامريكيين المؤمنين بالحرية وقيم الديمقراطية، ليخرج الى الشارع ويلتقط صورا مع امريكيين من اصول افريقية، في مشهد لا يمكن تصوره ان يحدث في دولة لطالما كان النزاع بين اكبر حزبين تشهد لها الحرب الاهلية والتي استمرت عقودا طويلة حصدت معها ارواحا وقضت على اجيال. وعلى نفس الوتر يصرح الرئيس الامريكي السابق اوباما بتصريحات لا تختلف عن زملائه في الحزب الديمقراطي، فلماذا لا يسال اوباما نفسه عما حدث في فترته الرئاسية والتي لا تقل سوء عن ترمب بخاصة على الصعيد الخارجي ؟! ام نسي اوباما مقتل
الشاب الاسود الاعزل مايكل براون ١٨ عاما على يد شرطي ابيض بست رصاصات في ولاية ميسوري عام ٢٠١٤ وتم تبرئة الشرطي من قبل هيئة المحلفين في الولاية نفسها وقتها دعى اوباما الى احترام القانون؟!
لقد انصدم العالم بما يحدث في اقوى دولة والتي لازالت تعاني من افة العنصرية والانتهازية وتبادل المصالح، ولكن هل من الاجدى القول ان المكتسبات الانسانية التي تزعم امريكا اكتسابها قد اصبحت على المحك؟ ساعتها ربما يحتاج العالم الى اعادة ترتيب اوراقه اذا ما خرجت الامور عن السيطرة في القارة الامريكية.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى