بركات فواز الزعبي(1868-1931)مناضل عروبي ضد الطغاة والغزاة!!
(كتاب الباحث محمود عبيدات :المجاهد الشيخ فواز البركات الزعبي _367 صفحة)
قراءة:د. ماجد توهان الزبيدي –جامعة فيلادلفيا.
كتاب موثَق من تأليف الباحث الجاد في مشاهير التاريخ الأردني:محمود عبيدات ،يركز على حياة وجهاد الزعيم الحوراني العروبي المناضل بركات فواز الزعبي ،وجيه قبيلة الزعبية في لواء الومثا والتي هي قبيلة عربية فاعلة في الشأن السياسي في العهد العثماني وفترة التحرر من الإستعمار الأوروبي للوطن العربي في مواطنها في سوريا وفلسطين ولبنان والأردن ،وبرز منها قادة نضال افذاذ في العهد العثماني من مثل:سليم صالح الزعبي من قرية خربة غزالة ،وناصر فواز الزعبي من بلدة الرمثا (الولد البكر للمجاهد بركات)،وفرحان حسين الزعبي من قرية “المسيفرة” الدرعاوية،و هلال موسى الزعبي من الرمثا ، ومحمد زعل الزعبي وحمد موسى الزعبي والشيخ احمد فاضل الزعبي ومحمد كريم الزعبي وعشرا ت من امثالهم من قرى وبلدات حوران والجليل الفلسطيني العربي!!
كان المجاهد المرحوم مولعا بقراءة التاريخ العربي والإسلامي والسيرة النبوية والجهادية للرسول العربي ،وحصل على عدة اوسمه من السلطات العثمانية ،وله علاقات جهادية متميزة مع قادة نضال وزعماء عرب كبار مثل سلطان باشا الأطرش،وزيد الاطرش ،وحمد البربور وكايد مفلح العبيدات وسليمان الروسان وعلي خلقي الشرايري وكليب الشريدة وراشد الخزاعي وسعد البطاينة وناجي العزام وسعود القاضي وسلطي ايوب ونجيب فركوح وغيرهم!
قال عنه عبد المجيد الخليلي ،ابن المجاهد مصطفى الخليلي :”لولا الدعم القادم من الركثا وزعيمها فواز البركات الزعبي لما حققت الثورة الحورانية سنة 1920 م الانجازات العظيمة ،فكانت مخازن الاسلحة في الرمثا وحوشا والمغيَر ،يشرف عليها هذا الوطني الغيور ،وفضل اهل الرمثا لا يُنسى ابدا”َ.
يتناول الكتاب بلغة التوثيق التاريخي سيرة وانجازات المجاهد ضد البطش العثماني اواخر عهد الدولة العثمانية ،والتصدي للمستعمر الفرنسي لسوريا ،من خلال المباحث التالية:نشأته وشبابه ،قراءة في شخصيته من حيث :التوازن في الشخصية والقيادة الحكيمة والشجاعة والجرأة،والعصامية والثقة بالنفس ،والصدق في شرح الموقف،زالاعتزاز بشرف الانتماء الوطني والقومي ،والاخلاص المطلق للوحدة العربية ،والكرم والشهامة وطيب النفس ،والذكاء والفطنة وسرعة البديهة ؟(ص20-39).
يلي ذلك الفصل الثاني من الكتاب الذي يتناول فيه المؤلف :البيئة الإجتماعية والسياسية والعلاقات العشائرية للمنطقة ،من حيث:الوضع الاجتماعي إبان الحكم العثماني ،العلاقة بين اهل الرمثا والقبائل البدوية ،وعلاقة الشيخ فواز مع عشائر الجولان وحوران،واعتقال الشيخ ونجدة زعماء العشائر .
ويبحث الفصل الثالث من الكتاب (ص101-145)في تاريخ السنوات العشر الأخيرة من الحكم العثماني لارض العرب وبيان دور الشيخ فواز في النضال ضد غطرسة رجال التتريك من خلال انتسابه واقرانه من سوريين وعرب للجمعيات السرية ،وموقف الشيخ من التحالف التركي الألماني في الحرب العالمة الأولى ،ودوره في “مؤتمر جباتا الخشب” مع قادة فكر ونضال عرب كبار ضد الغطرسة التتريكية وجرائمها بحق احرار الأستقلال العرب ،وأتصالهم مع الحركة العربية والشريف حسين بن علي (أمير مكة) ولقاء مكة ،ولقاء الشيخ المجاهد مع فيصل بن الحسين ،ودور الرجل في الثورة العربية الكبرة ضد الاتراك ،ثم بيان دوره في تحرير حوران ،وتفاصيل معاركه في نواحيها.
ويتناول المؤلف محمود عبيدات في الفصل الرابع (ص147-)18) سيرة المجاهد الشيخ فواز الزعبي من العهد الفيصلي في دمشق حتى قيام امارة شرقي الاردن(1918-1921)من خلال المباحث الفرعية التالية :دور الشيخ في بدايات الحكم الوطني العربي في سوريا ،ومشاركته في المؤتمر السوري الأول -1919م ،من خلال انتخابه ممثلا للعرب في حوران عن ناحية الرمثا ،،ودوره في ثورة
الجولان الأولى (كانون الاول 1919م،ضد الغزاة الجدد الأوروبيين لسوريا ولبنان ،،ودوره في أعلان حكومة الرمثا المحلية وسلخها عن السيطرة الفرنسية،إلى أن أُلحقت بقضاء عجلون في 15 كانون الثاني عام 1921م.
ويتناول الفصل الخامس (ص186-231) الدور الوطني والقومي للشيخ فواز البركات الزعبي في عهد الإمارة الأردنية من خلال مباحث فرعية:موقفه من قدوم الأمير عبدالله بن الحسين للمنطقة ، إعتقال الشيخ بتهمة مؤازرته للشيخ كليب الشريدة في حركته العسكرية،وموقفه من ترسيم الدول الإستعمارية لحدود حوران ،ودوره البارز في دعم الثورة العربية السورية ضد الغزاة الفرنسيين ،(1925م) وإيراد نصوص من الرسائل بينه وبين قادة تلك الثورة ،ومسيرة الرجل في العمل السياسي في عهد امارة شرقي الأردن ،يلي ذلك القصل الأخير (ص233-266) الذي تضمنَ شهادات لسياسيين ومفكرين وأدباء بحق المجاهد العروبي الشيخ المرحوم فواز البركات الزعبي!!(