فرح مرقه: كاظم الساهر في “ذا فويس″ ضرورة وطنية.. ومذيع مصري “داعشي” يطالب بمذبحة وآخر يبيع الأمل بدون “عربية فول”..التعداد السكاني وأغنياته “غير المفهومة” والتهتك النوعي في الأردن..

مذيعو مصر “باقون ويتمددون”..

انفتح التاريخ على مصراعيه فجأة أمام مذيعي مصر، لنرى أحدهم يبيع الامل متذرعا بما حدث في احد السجون اعقاب الحرب الامريكية الكورية، والاخر يسرد طوال حلقته قصة المماليك والمذبحة التي انهت حكمهم.

“بيّاع الأمل” كما اسمى نفسه، وقف أمام الشاشة يتحدث عن أهمية التفاؤل في دكّانة فضائية “راجعين”، وروى قصة الجنرال ماير الذي قام بدراسة نفسية عن كيفية انعدام الامل في السجن المذكور، وما سببه ذلك من فقدان الرغبة في العيش لدى المساجين رغم توفر كل وسائل الراحة لديهم؛ وكأن المصريين في بلاده يحيون حالة من التخيّل بأن الامور لا تسير على ما يرام في “أم الدنيا”.

المذيع المذكور والي اظنه كان سيغير رأيه لو وقف مع اي “بياع على عربية فول” في بلاده، كان “الطف” على المصريين بكل الاحوال، من زميله “صاحب برنامج السادة المحترمون” الذي قرر فجأة ان يعيد على مسامعنا حكاية المماليك والمذبحة التي اوقعت بهم، ليخلص لاحقا بأن على الرئيس السيسي أن “يذبح” معارضيه سياسيا وقانونيا، فنرى فجأة مصطلحات “تنظيم الدولة الاسلامية- داعش” باقية وتتمدد، على السنة اعلامنا، وافكاره تغزونا حتى لا يبقى منا نفر سليم.

لا أدري ما الذي “هُيئ” لأي منهما وخصوصا ذلك الذي تحدث عن قتل المعارضة، فهل القضاء على المعارضة “ليستقر الحكم” فعلا؟ ام باعتبار هذا مثلا نمطا حضاريا للتعامل مع البلاد والعباد؟، ام لنذكّر فقط باننا نستطيع التصفيق للرئيس دون تفكير؟.

مجرد تهميش حاجات الشعب وافتراض وهميتها، أو تحريضنا ضد الاخر كما فعل “أبو المماليك”، يعني ببساطة تشكيل صفيح ساخن تحت المجتمع المصري، أو مجتمع “قاع″ في الدولة.

مجتمعات القاع في التاريخ الذي استشهد به الرجلان، كانت تشكّل الانقلابات والثورات، وان كانت مصر ذاتها قد عاشت ذلك قبل خمس سنوات، تحت عنوان “انتزاع الاحترام والحقوق” وهو ما لا يلمسه اي احد حتى اللحظة.
من هنا علينا زيادة وعينا في كون خطابات الكراهية والتهميش، اليوم تشكل عبثا مباشرا بأعشاش الدبابير في كل العالم.. فليحذر العابثون !.
**

التعداد الاردني والتعامل الكمّي مع الشارع..

انصرع الأردنيون بالحديث عن التعداد السكاني، فمنذ اليوم الأول الذي أعلن فيه الدكتور عبد الله النسور عن كون البلاد ستقوم بعدّ “الصغير والكبير والمقمّط بالسرير” والبيوت والمساكن جميعا، بدأ التلفزيون الأردني بالعدّ العكسي لليوم التاريخي، وبدأت حملات التوعية “على أبو ودنه”.
ندرك ونفهم جيدا أن التعداد السكاني ضرورة حقيقية كأرضية لاتخاذ كل القرارات، وبالنسبة لنا كأردنيين أظنّه ضرورة أكبر من تلك التي تتحدث عنها الحكومة لنفسها، فنحن على الأقل نستطيع أن نعرف عددنا الحقيقي بدلا من أن تتضارب أرقام الفريق الوزاري ثلاث مرات كل شهر وهم يتحدثون عن أعداد الأردنيين والمقيمين واللاجئين.

الضرورة الوطنية بطبيعة الحال تحتاج تحفيزا، وهو ما لم تقصّر به الحكومة وإن كان بأدوات مهترئة مثل الأغنيات التي لا أحد يفهم كلماتها وإعادة الحديث ألف مرة عن كون التعداد واجب وطني دون تبيان الأسئلة التي سيتم طرحها، الامر الذي سيهدر فيه العادّون الكثير من الوقت في شرح اسباب ومبررات بعض الاسئلة (التي قد لا يكونون على علم بها اساسا).

أمران بالنسبة اليّ مهمان وكشفتهما كل الجدالات حول التعداد السكاني، أولهما أن الأردنيين وبعدد غير قليل بدؤوا دعوات لمقاطعة التعداد بسبب وجود كلمة “اسرائيل” ضمنه، ما يعني ان الشارع بطبيعة الحال غير راضٍ عن وجود اي تعاملات مع الكيان في ضفته الغربية، الامر الذي كان لا يضير عمان ان تحصي “غير الراضين” عن التعامل مع الكيان.

في مثل هذه الحالة أقبل ان تستخدم الحكومة التعداد سياسيا، فتضغط فيه على حكومة الاحتلال لتحقيق مكاسب للاردنيين والفلسطينيين معا، او حتى لتوقف بالعدد المذكور شلال الدم الفلسطيني المنسكب في الشوارع، ولكننا كالعادة نفشل في “اقتناص” فرص قد تلوح امامنا في هذا السياق.
الامر الاخر، كان “بُنية على العظم” لدى الدولة في سياقات التحشيد وبناء الرأي العام، إذ لم تستخدم أية أدوات أحدث من تلك التي تتضمن “تطمينات” تدلّ على ضعفها من جانب رئيس الوزراء، وأغنية لم يستطع مطربها ذاته مجاراة كلماتها على شاشة التلفزيون الرسمي.

حتى اللحظة، أظن أن التعداد عدّد ما هو أهمّ من “الكمّ” الاردني، فقد أحصى “نوعا” في التعامل الحكومي مع المفاصل لا يطاول النسب الانسانية لدولة كالاردن.

**
كاظم الساهر ضرورة وطنية..

لا أدري لماذا ترصّد الصحافيون كاظم الساهر في برنامج The voice وسألوه عن السبب الذي يجعله “مسبب الاكتئاب للنساء العربيات”، كأنهم يدعون الرجل للتقاعد، لكونه يتحدث عن حبٍّ بنظر الصحافيين “غير موجود في الحقيقة”، ما يجعل المرأة العربية تنتظر “كاظمها” ولا يأتي، فتحبط وينتهي بها المقام مع رجل لا يقدّرها.

القيصر ابدى امتعاضه من الكلام، وبدأت الصحف تتناقل اجاباته على سؤال الصحافيين “المحرج”، الأمر الذي أجد أن الصحافيين “مغتاظون فقط من الساهر في سياقه”، فرجل كالقيصر لا أظن أن شيئا في الارض يبيح لنا طلب تقاعده او حتى تغيير اللون الراقي الذي يوصل عبره رسالة الحب بين البشر.
بالنسبة لي، كاظم الساهر وامثاله، ضرورة وطنية لكل دولنا، وقد توازي التعداد السكاني الاردني، كون الرجل يهدينا ما هو اهم من علاقة ورجل وامرأة، هو يعلي قيمة “الحب” التي لو تم اعلاؤها فعلا لكان معظم ما يحصل لدينا ما حصل.

دولنا بحاجة الحب، ولتحصل عليه، علينا نحن كأفراد ان نعلي قيمة هذا الشعور وننشره، ولنا في كل دول الجوار عبرة وعظة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى