عيلة جنقلا

#عيلة_جنقلا

#رائد_عبدالرحمن_حجازي

أبو جميل وعلى بعد عدة أمتار من باب المنزل يسمع صياحاً وصراخاً من داخل البيت ، هي أصوات يألفها أبو جميل وقد اعتاد عليها ، فما هي إلا أصوات أهل بيته وكالعادة قال لنفسه : حريقين الحُرسي أتشمن خطرة حتشيتلهم لا يرفعوش صوتهم وهم يتسولفوا من خوف الجيران لا يقولوه بي هوشة بالدار . فعلاً ما توقعه أبو جميل كان صحيحاً فالموضوع لم يتعدى نقاشاً بين أهل بيته عن أحد الجيران والذي منزله ملاصقاً لمنزل أبو جميل .

أبو جميل بعد أن اتخذ مكانه المعتاد في غرفة الجلوس وجه كلامه لأم جميل وقال لها : أني مش قلت لتش (قلت لكِ) ألف مرة يومن تتسولفوا خلي صوتكو واطي من خوف لا الجيران تسمع لجتكم

مقالات ذات صلة

أم جميل : ما بيش إشي لكن هاظ الغضيب (المقصود جارهم) جايب عمال ينكشوا له الحاكورة وقاموا عفسولنا الممشى اللي بينا وبينه بالترايب والطين

أبو جميل : ئي هل همولة والله لأربي بي الحارة ، والله لأفش له عجال سيارته الأربعة

جميل : طول بالك يابا أني اللي بدي أربي بي الحارة

أبو جميل : شو بدك تسوي ؟

جميل : غد بجيب معي دلو زيت سيارات محروق من عند الزرادية (الزرادية هو لقب لصاحب محطة تشحيم وتغيير زيت للسيارات) وبدلقه باب بيته .

جميلة : لا يا جميل بتخاف حدا يشوفك من الجيران ويروح يبلس عليك ويقوم جارنا ويشتكى علينا للشرطة ، أنا رأيي بنستنى مرته تا منها تنشر الغسيل الأبيض وأني من شباك غرفتي برمي عليه تراب وحرث أحمر .

أبو جميل : ئي والله انكو جواني ، لكن يابا يا جميلة وافرضي شافتش حدا من أهل الدار أو من الجيران والله غير يودرونا ورا الشمس ، وهنا جاء دور آخر العنقود جمال وقال : يابا أني بدبره الليلة بعد ما تعتم الدنيا بتشعبط على ظهر حيطهم وبدير بخزان المي كيس الحنا اللي أمي بتحني شعراتها منه .

أم جميل : ولك هبيلة أنت وأفرض اجرك مزطت ووقعت عن ظهر الحيط ، والله غير نصير سولافة للي بسوا واللي ما بسوا .

وهكذا استمرت الاقتراحات تباعاً وكل مقترح ألعن من الذي قبله إلى أن قطع حديثهم جرس الباب ، فتوجه أبو جميل لفتح الباب ليتفاجأ بجاره وبيده مكنسة وقال له : الله يمسيك بالخير يا أبو جميل ترى لا تواخذني اليوم جبت عمال ونكشوا الحاكورة وعفّروا الممشى اللي حوالين دارك وأني جاي أنظف وراهم لأني ما قدرت أتجاوز الشيك اللي بيناتنا على الحد .

هذه هي عيلة أبو جميل العاقل فيهم هبيل …. عيلة جنقلا ، وللعلم في زُلم أصحاب مناصب وأضرب وأطرح وبتلاقيهم بلاخموا ملاخمة مثل دار أبو جميل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى