عيب عليكم

عيب عليكم

مصطفى وهبي التل
في ذكرى وفاة الملك حسين نشرت صحيفة يومية أردنية #دراسة قام بها #مركز_الدراسات التابع للصحيفة. الغرض من الدراسة والتي تصدرت عنوانيها الصفحة الاولى كان توصيل رسالة للشعب الأردني:
لا تصدقوا الواقع ولا تنظروا إلى الحقائق، أنتم اليوم أفضل حالا مما كنتم عليه قبل عام 1999!
عيب.
والله #عيب.
عيب على كل المستويات مهما كانت التبريرات والضغوطات.
عيب لأنها صدرت عن صحيفة يومية تحتضر بعد أن (رمتها) الحكومة عندما لم يعد بالإمكان (حلبها). ألا يقول المثل (يا رايح كثر ملايح)؟ ألم يحن الوقت لصحيفتي الرأي والدستور أن يصطفا مع #الشعب وأن يدركا أن الحكومة (باعتهم) لعيون صحيفة أبو نسب؟
عيب لأن نشر الدراسة في هذا التوقيت فيه تجريح مبطن لقائد يعتبره الكثير من أبناء الشعب بمثابة الوالد.
عيب لأن فيها استخفاف لعقل الشعب الأردني بالتلاعب بالإحصائيات وبالارقام.
اقتصاد منهار بنية خربانة بلد منهوبة ومستقبل مظلم والدراسة تقول: رغم التحديات الاقليمية والعالمية .. الأردن “قصة نجاح”
كيف؟
حتى (يمشي) الفيلم الخيالي على الشعب الأردني (زتت) الدراسة كم رقم لعل وعسى يصدق الشعب الكذبة.
مثلاً، قالت الدراسة أن معدل دخل الفرد الأردني من الناتج القومي تضاعف و(فراطة) منذ 1999.
جميل ورائع.
لكن (فرجوني) دولة غير منهارة لم يزداد فيها معدل دخل الفرد خلال عقدين من الزمن؟ هذا ليس بالانجاز. هذا هو الوضع الطبيعي وهذا تقريباً ينطبق على كل الارقام الأقتصادية التي زادت والتي تباهت بها الدراسة.
لكن بما أننا نقول دراسة وارقام و(مش صف حكي) دعونا نقارن زيادة معدل دخل الفرد خلال العقدين الماضيين مع بعض الدول الاخرى.
لبنان، هل تعرفون لبنان؟ لا أعتقد أن هناك عاقل يمكن أن يقول أن ظروف لبنان أفضل من ظروفنا ومع ذلك زاد معدل دخل الفرد في لبنان خلال عقدين من الزمن حوالي أربع اضعاف مقارنة بضعفين في الأردن.
دعونا ننظر إلى رواندا. لماذا رواندا؟ أولا لأن الاسم رنان، وثانيا لأن رواندا كان فيها حرب أهلية ومذابح وقتل وتشرد وجرائم ضد الانسانية. مع ذلك تضاعف معدل دخل الفرد في رواندا تقريبا 6 مرات خلال العقدين الماضيين.
لنعود إلى الدول العربية. ما رأيكم بالسودان؟ السودان الذي خسر جزءاً كبيراً من أراضيه ومصادره لتشكيل دولة جنوب السودان. السودان الذي يعاني من حرب شرسه في مناطقه الشرقية. في السودان المظاهرات والثورات والمشاكل اليومية تضاعف معدل دخل الفرد تقريبا 5 اضعاف خلال العقدين الماضيين!!
و(نحنا) قاعدين (نطبل ونزمر) على زيادة ضعفين؟
عيب
والأعيب هو ما فات هذه الصحيفة ودراستها وهو أن هذه الزيادة حقاً لا تعني شيئا مع #التضخم. بل اذا نظرنا إلى التضخم يتضح أننا وضعنا كان أفضل كثير عام 1999 عما نحن عليه اليوم كما هو واضح في الرسم البياني التالي من البنك الدولي. بالمناسبة هذه هو نفس البنك الذي (قرقعتنا) الدراسة فيه:

بالمناسبة أيضاً، وبما أننا (جبنا سيرة) البنك الدولي، (حبيت) أذكر القائمين بدراسة أخرى قام بها البنك الدولي إياه وأثبت فيها حقا تفوق الأردن خلال العقدين الماضيين. الدارسة كانت عن نسبة الأموال التي تم ايداعها في حسابات خاصة في الملاذات الآمنة بعد استلام معونات للدولة من البنك الدولي. حسب هذه الدراسة تفوق الأردن بأعلى نسبة!! لماذا لم يتم ذكر هذا الانجاز في الدراسة؟
طبعاً لم يتم ذكر هذه السرقة العلنية لأموال المعونات في الدراسة حتى يكون هناك مجال للتباهي بالانجاز الأروع خلال العقدين الماضيين: الزيادة الكبيرة في إيرادات قطاع الاتصالات التي قفزت من 0.3 مليار عام 1999 إلى 2 مليار عام 2021 (بالمناسبة الدراسة كانت تستخدم، طبعاً من اجل المهنية والمصداقية، عام 2022 بدل من 2021). صراحة لا أعرف كيف حصلت الدراسة على ارقام عام نحن لا زلنا في الشهر الثاني منه لكن (مش مهم)، عودة للأنجاز الاكبر وللقفزة الكبيرة في ايرادات الاتصالات.
وااال؟؟
معقول؟
معقول يا ربي أن نظامنا كان وراء (ستيف جوبز) والهواتف الذكية والقفزة الكبيرة في انظمة الاتصالات ودخلها في العالم؟
إلى هذه الدرجة تعتقدون أن الشعب الأردني متخلف وغبي؟
بالمناسبة الصومال إياها، صومال الحرب الاهلية وانعدام الدولة، شهدت قفزة خرافية في إيرادات دخل قطاع الاتصالات خلال نفس الفترة. هل يعتقد القائمون على دراسة (التسحيج) أن لنظامنا أيضاً علاقة بهذه القفزة؟ بصراحة هذه نظرية تحتاج دراسة.
وبما اننا نقوم بدراسات، لماذا لا تقومون بدراسة عن المديونية في نفس الفترة؟ اذا أردتم فعلاً عرض أرقام نمو وتفوق عن غيرنا لماذا لم تذكروا المديونية علانية و(دون لف ودروان) في الدراسة؟
وقت عمل الدراسة لم تكن ارقام مقارنة المديونية متوفرة عندكم؟ أم مفروض ان نصدق كذبتكم ان اللجوء السوري هو سبب ارتفاع المديونية ونبصم؟
(مش) مشكلة، انا، وكل الشعب الأردني، نعرف اين كنا واين صرنا. اليوم تخطت المديونية عشرة اضعاف ما كانت عليه عام 1999.
عيب.
والله عيب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى