“على من تُلقي مزاميرك ياداوود؟!”
يقع كثير من المتنطحين للإنتخابات النيابية،في بلادنا العربية في كثير من الأخطاء و”التوهمات”حينما يتقاعدون من الوظيفة ،عسكرية كانت ام مدنية،ويعتقدون ان الناس تنظر لهم في او من المنظار ذاته قبل تقاعدهم!فضلا عن خطأ ظنهم بالناس وثقتهم بهم،وذلك لأنهم غير منغمسين بالشأن العام للناس ولم يسبروا أغوار تفكيرهم ،او حدود نفسياتهم وتغييراتها وتقلبها في ضوء شيوع ثقافة عدم الصدق وغياب الجرأة في قول الحق بطريقة مباشرة بعيدا عن الإلتواء والإنحناء واللف والدوران وهو ماجبلت عليه طبائع كثير من الناس بين ظهرانينا في زماننا المعاش،وهي طبائع اعتادت التكسب والطمع غير القانونين !!!
متى يعي كثيرون من اولئك المتنطحين ان عملية النيابة لاعلاقة لها بوعود التوظيف في وظائف “هاملة”لاتغني ولا تُسمن من جوع!!في ضوء ان ذلك ليس له من علاقة بوظيفة النائب اصلا، لأن ذلك هو جوهر وظيفة االسماسرة ومكاتب الوظيف والخدمات التشغيلية!!بإعتبار ان وظيفة نائب الوطن او نائب الأمة الجوهرية والأساسية تتحدد في تشريع القوانين المتوافقة مع مواد الدستور والنابعة من الإحتياجات الفعلية للشعب ثم الرقابة الصارمة على سلوكيات واعمال المؤسسات الحكومية ،واقرار الموازنة العامة للدولة !! ونقطة اول السطر!
وثمة ملاحظة أخرى مفادها ان كثيرين من اولئك المتنطحين يعتقدون ان النزول للنيابة مسألة حظ او أمكانات مالية !في حين ان الحظ هو فقط في اوراق اليانصيب وحركة الدواليب!وأن الإنتخابات كالزواج ليس فيه او له نصيب من الحظ! وفي احسن الأوقات يظن كثيرون ان النزول للإنتخابات كالنزول في رحلة سياحية ليوم واحد لمنطقة وادي اليابس او جرش !!
ومن الملاحظات الأخرى في السياق أن قلة قليلة جدا يتوافر لها الفهم الصحيح للنيابة والقدرة على التصدي لتغّول الحكومات على السلطات الأخرى او على حقوق المواطنين، لكنهم لا”ينزلون”لكثرة الثقوب في نسيج ناخبي منطقتهم ،وإحتياج المتعلمين من قاعدتهم الإنتخابية لقرن كامل كي يدركون المعنى الحقيقي للنيابة، ولقرن مثله كي يتم نزع التسول والتكسب غير المشروع وإحترام القانون والمجتمع المدني ونبذ العصبية العشائرية من ادمغتهم وأفئدتهم!
النزول للإنتخابات هو نزول لمعركة متواصلة من الجهد المضني لإقرار العدالة في المجتمع وإقرار قوانين تعطي دون وساطة ملتوية غير شرعية الحقوق ألأصحابها في الوظائف وغيرها،لكن ذلك يحتاج لرجال أسلحتهم العلم والوعي والجرأة ليس إلأ!!18/7/16
mzubidi2008@gmail.com
