علكة!! / محمد العيسى

علكة!!

إذهب لا تذهب .. إذهب لا تذهب..
هي ليست أوامر موجهة من شخص لآخر بل ببساطة هي حوار بسيط من الحوارات التي تدور في رأسي كلما وددت أن أذهب الى المدينة الرياضية في عمان كي أمشي حفاظا على رأس مالي الصحي ، إلا انني وكلما وددت الذهاب الى هناك يجيئ في بالي ذلك الصخب العماني النزهوي حيث أنها باتت للتنزه أكثر منها للرياضة ، الا انني تغلبت على نفسي يوم أمس وذهبت..

وصلت الى هناك بكامل عفويتي الذهنية على ما اعتقد لان الجسدية كانت منهكة بعد العمل بدأت المشي ومن ثم أنتهيت واتخذت من رصيف معتق بالاعشاب التي لا زالت متعلقة باخضرارها متكئا لي مقنعا نفسي بأن هذه لحظة الاسترخاء ولكن يأبى رواد المدينة الا ان يحركوا بعض حروف الاسترخاء من اماكنها لتصبح كلمة أخرى بعيدة كل البعد عن المعنى المراد.

” وينها وييييينها!!! كم مرة حكتلك خلي معك منها بشنتتك ، اوووووف “..
صوت يعتقد صاحبه بأنه صاحب حق في اسماعه لمن يريد ومتى يريد ولمن يريد تزين بهذه الجملة التي نقرت رأسي كساعة منبه الدوام الصباحي التي تم ضبطها على غير موعدها ، التفت اليه واذ به رجل يصرخ في وجه زوجته التي كانت تسير بجانبه وقد رسم على وجهها نوع من الذنب المصطنع ، ولم يكتف صاحبنا بالصراخ فقط بل اتخذ من الرصيف المحاذي لرصيفي الملعون متكئا له ولزوجته ولعتابه الذي شدني الازعاج المنبثق عنه الى حب معرفته.

مقالات ذات صلة

” بتعرفيني بحب بعد ما أمشي اعلك بتعرفي انه العلكة بتريحني وبتفش غل الواحد ”
“علكة!!” أيعقل أن كل هذا الصراخ لأجل “علكة”!! رجل بكل هذا الطول والعرض يصرخ لأجل “علكة” ، وامرأة بجانبه تسايره لأجل “علكة” حاولت أن أختلق له العذر مثلا من الممكن ان يكون مجنون معتوه الا انه لا يبدوا كذلك ابدا ولحسن حظه انني كنت أمتلك واحدة فقدمتها اليه ، فتحول كالطفل التائه الذي وجد أمه ، شكرني وعاد الى هدوءه الذي لا يهمني كيف كان من قبل وعلك!!

قمت من مكاني ذاهبا الى سيارتي لأعود الى البيت فإذا بالرجل ذاته يسير بجانبي ولكنه لم يراني وبصق العلكة بعجرفة وقال ” اي خلص صرلك ساعة بثمي روحي تفففف ” ، حينها تأملت حال تلك العلكة وكيف لو أن لها لسان تتكلم به ترى ماذا سيكون ردها على مثل هذا الرجل ، ببساطة هذا الرجل هو نفسه ” علكة ” لرغباته تبصقه متى شاءت وزوجته “علكة” له وكم من “علكة” في عالمنا فالشعوب “علكة” حكامها ، ودول العالم الثالث “علكة” الدول المتقدمة ، والكل يبصق الآخر والسبب أن هذا الآخر رضي أن يكون “علكة” ، ولسوء حظي أنني وبعد هذا الموقف احتجت “علكة” ولكنني لم أجد فعدت الى البيت صفر العلكتين..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى