الحقوق المنقوصة و من هو الاردني ؟

#الحقوق_المنقوصة و من هو #الاردني ؟
د. #عبدالفتاح_طوقان

الأردن ليس وصلات من اقطار متعددة ، وشعبه من اصحاب الارض الاصليين ليسوا من شتى المنابت والاصول، كما يدعي بعض من كتاب فلسطينيون الاصل و يقيمون في الاردن متمتعين بحقوق ومزايا و مكتسبات بما يحملونه من الجنسية الاردنية التي منحت لهم رغم معارضة الرئيس جمال عبد الناصر انذاك حماية لهوية فلسطين من الضياع و الاذابة في الاردن الذي يحتضنهم.
.
الأردن كان وما زال جزءا اصيلا من بلاد الشام، و لا يتجزاء او ينفصل عن الامة العربية، كما كان جزءا من الدولة العثمانية.

و عودة الي التاريخ و تذكيرا بالحقائق في بداية هزيمة الدولة العثمانية، على اثر الحرب العالمية الاولى، 1914 وحتى 1921، تشكلت ثلاث حكومات محلية في عبر الأردن، حكومة إقليم الجنوب ومقرها الكرك، وحكومة إقليم الوسط ومقرها السلط، و حكومة إقليم الشمال ومقرهاعجلون. لم يكن هناك فلسطيني بينهم.
.
وبقي الأمر كذلك حتى وصل الملك المؤسس، المرحوم عبدالله الأول إبن الحسين مع والده قادما من قبرص ، بعد الثورة العربية الكبرى التي قادها والده الشريف الحسين بن علي ضد الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى إلى الأردن ، حيث بايع الاردنيين اصحاب الارض الاصليين و عشائرها الهاشميين كملوك لهم علي ارضهم ولوطنهم الأردن، في 1921.

ولم يكن اي من كتاب المقالات من ذوي الاصول الفلسطينية اللذين منحوا الجنسية الاردنية ولا جدهم ولا جد جدهم ولا اي من مدعي الحقوق المنقوصة او اجداد اجدادهم من المبايعين، فقد كانوا خارج الاردن و في بلدهم و موطنهم الاصلي فلسطين.
.
وقي حقيقة الأمر لم يكن هنالك وحدة بين ما يسمى بالضفة الغربية والأردن، و لم يكن هناك شعبا لا شعبين كما يحلو للصهوينية دمجهم عنوة وتحايلا و تاكيدا ان فلسطين ليست وطن الفلسطينين، بل كانت هذه الحالة مرفوضة من الاردنيين اصحاب الارض و العشلئر ومن الفلسطينيين على حد سواء.
.
فقد إعتبر الفلسطينيون ان الأمر هو ضم وبالقوة القاهرة وليس وحدة، لا بل كل ادبيات منظمة التحرير الفلسطينية، إعتبرت الأمر إحتلالا هاشميا لوطنهم بتنسيق بريطاني ضمني، وهذا ما أكد عليه الميثاق الوطني الفلسطيني، لذلك استمرت المظاهرات الفلسطينية في المدن الفلسطينية، منددة للضم ورافضه للإحتلال، حسب وجهة نظرهم.
.
لقد كان قرار ما يسمى بالوحدة هو قرار بريطاني- صهيوني بإمتياز، حيث رفضه الملك المؤسس عبدالله الأول رحمة الله، الأمير آنذاك، ورفضه كذلك الشعب الأردني ، و لكنها مرت من بوابة المستعمر البريطاني بدهاء و حنكة و تطويع و اعتبرها الملك عبد الله الاول محاولة للحفاظ علي الضفة من القضم الاسرائيلي للارض.
.
صحيح بأن الأردن كان دولة مستقلة إعتبارا من 25 ايار- مايو، 1946، لكن كانت السيادة منقوصة، فقد كانت السيادة للضباط الإنجليز، لذلك لم يكن الأردن مستقلا بالمفهوم المطلق للاستقلال آنذاك حينما فرض عليه ما يسمى بالوحدة.
.
لقد جاء الإستقلال الحقيقي للأردن بعد قيادة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله، ومجموعة الضباط الاردنيين الاحرار اللذين كانوا ينفذون رغبات الملك طلال املعروف بقوميته و عروبته و محاربته للبريطاينيين ، لتعريب قيادة الجيش العربي، و الذي تم لاحقا في عهد الملك الحسين في شهر مايو 1956، و متزامنا مع قرارات الحكومة البريطانية بتسليم المستعمرات و اخلاء الجيوش البريطانية منها وبالتالي كل قرار قبل تاريخ تعريب الجيش 1956، باطل قانونا، لأن الأردن كان يفتقد للسيادة الوطنية.

كما ان تأسيس الأردن كإمارة اولا في 1921، ومن ثم المملكة الأردنية الهاشمية في 1946، كان قبل ما يسمى بوحدة الضفتين، 1949- 1950، وقبل ما يولد الكتاب الاردنيون من اصول فلسطينية انفسهم.
وقد تجلى رفض الشعب الاردني، لما يسمى بوحدة الضفتين، برفض البرلمانيون الاردنيون وغيابهم المتعمد عن حضور جلسة مناقشة الأمر، و لم يحضر الجلسة اي نائب اردني
.
اما الفلسطينيون فقد عبروا عن رفضهم لما يسمى بالوحدة، بدورهم الواضح في أحداث ايلول الأسود المؤسفة، 1970، التي حاولوا فيها بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، فرض وطنهم البديل في الأردن بقوة السلاح، هذا الهدف تحول في العقود الاخيرة، إلى تحقيقه عن طريق (الديمغرافيا و الديمقراطية
)Demography& Democracy)، وتحت نظر الحكومات الاردنية المتعاقبة وسمعها.

يرى الفلسطينييون بأن ما يسمى بوحدة الضفتين مؤامرة إنجليزية- صهيونية على حكومة عموم فلسطين برئاسة الزعيم الفلسطيني احمد حلمي، وإلغاءا للهوية الوطنية الفلسطينية و طمسها.
.
هذا و لم لم يعارض اي فلسطيني او يعترض على قرار فك الإرتباط عام 1988، و منهم من كان علي رأس الهرم الحكومي منهم من كانوا في مجلس الامة التشريعي و منهم من كان من ملاك كبار المؤسسات الاقصتادية و غيرهم ، هذا القرار والذي كتبه الفلسطيني من ابناء نابلس المرحوم عدنان ابو عوده، ضابط المخابرات الاردنية ووزير اعلام الاردن و مستشار الملك الحسين و رئيس ديوانه لا بل باركته منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسها ياسر عرفات.

اما ما يسمى بالرعاية الأردنية الهاشمية للاماكن المقدسة في القدس فهي “سولافة حصيدة”، فلم يرد ذكرها، لا في إتفاقيات أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل، ولا في إتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل.
الإشارة الوحيدة التي وردت هي في إتفاقية وادي عربة، و حسب النص:
(ستراعي اسرائيل في الحل النهائي مع الفلسطينيين مصالح الاردن فيما يتعلق بالحدود والمياه واللاجئين والقدس.)

وفي الاعراف الدولية يفهم بأن حرف (السين)، إذا سبق فعل المضارع ، لا يعني اي إلتزام.
أما حكاية “سولافة” الرعاية الاردنية الهاشمية، فقد جاءت بها السلطة الفلسطينية، و رئيسها محمود عباس المعروف بابو مازن، حينما شعروا بكارثة توقيعهم على اوسلو، التي لم تعد أكثر من فخ نصبته الصهيونية العالمية لهم ووقعوا فيه متنازلين عن فلسطين باكملها والتي لم يرد ذكرها كدولة في اي حوار او اتفاق و معترفين بدولة الكيان الاسرائيلي، و كانت اوسلو حلما واهما سرعان ما إنكشف زيفة وبطلانه، خاصة بعد وصول نتنياهو والليكود للسلطه، وادرك الفلسطينييون حينها بأنهم حشروا في زاوية صعب الخروج منها، واصبحوا (كالمنبت الذي لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى)، هنا تذكروا( وين راحوا النشامى…الحقونا….) و اطلق ابو مازن صيحته مستنجدا باسرائيل “ارحمونا” وبدات حكايات القدس والرعاية الهاشمية…دون ذكر الأردنية…. فنادرا ما يذكرون الأردن الذي احتواهم و رعاهم و قاسمهم رغيف الخبز و المياه و الهواء و الدخل و الحياة بمعتركاتها .

“و اصبحت تصريحات أن القدس تحت رعاية الملك عبدالله الثاني …”غزة هاشم تستنصركم، والمشكلة ان الاردنيين اصحاب الارض صدقوا السولافة، لا بل إنطلت على أعلى المستويات.

هذه الحكايات، “سواليف الرعاية وغزة هاشم”، تذكرنا في خطاب الملك الحسين بن طلال الله يرحمه في بداية العمل الفدائي، 1967- 1968، حينما قال، وهو صادق، “أنا الفدائي الأول”، ولم تمض سنتان، وتحديدا في اغسطس 1970، إلا وابو عمار، يخاطب وفد العشائر الاردنية الذين جاؤا لمقابلته لؤاد الفتنة، وباللهجة المصرية،” جدوا جاء على ناقة جرباء، انا اعطيه طيارة للرحيل”. فيبدوا أن بعض من الكتاب الفلسطينين من حملة الجنسية الاردنية قرروا الخلاص من الأردنيين، اصحاب الارض التي آوتهم هم واشكالهم، وعلى طريقة ابو عمار….”بعطيكوا اجرة الطريق، والله معكم”.
“.
لا بل يؤكد اعادة نشر المقالات و تدويرها و قد مر عليها سنوات عدة وما يرشح من بعض الأقلام الفلسطينية حاملي جنسية الاردن ، كقلم كثير من المعنيين، ولقاءاتهم، وسهراتهم، مدى حقدهم وتطاولهم على الأردن، ملكا وجيشا وعشائرا، وتاريخا، و دليلا دامغا على نواياهم السيئة تجاه الأردن، وممارستهم التقية في ابشع صورها تجاه الأردن ووجوده. بل يعتقد البعض ان اطلاقه مثل تلك التصريحات توهله لمنصب بروفيسور في الجامعة الاردنية او منصب وزاري او حتى منصب رئيس حكومة .
.
وفي النهاية، فالكل يدرك بأن اي وطن، مهما كان حجمة او عدد سكانه، لا يمكن أن يؤمن إلا بهوية واحدة. فالأردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين مهما طال الزمن ، و التأكيد علي ان الاردن للاردنيين يأتي دعما و حفاظا علي فلسطين بعكس اعمال و اجندات فلسطينيين تسلموا رئاسة الحكومات و البرلمان و الاعيان ووزارات ومناصب عليا في المخابرات و لا زالوا يتناولون الحقوق المنقوصة للفلسطيين في الاردن بينما هم جزْ اصيل من تأمين الوطن البديل بما يحملونه من فكر و مناصب. و ينطبق عليهم المثل ” اكلوا ولم يشبعوا من طبق غيرهم “.

العهد هو الاردن للاردنيين و مهما طال الزمن عودة الفلسطينيون الي وطنهم المحرر هو الامل و الرجاء.

AFTOUKAN@HOTMAIL.COM.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى