عباس بدون عاصمة إقليمية / عمر عياصرة

عباس بدون عاصمة إقليمية

تضيق الخيارات على محمود عباس حد الاختناق، فعالمه اليوم محصور بمقاطعة رام الله الخاوية من كل الخيارات والبعيدة عن معظم التصورات الإقليمية القادمة.
على نحو آخر، نلاحظ أن منافسيه السياسيين يقفون اليوم على خيارات متعددة من ناحية العواصم المتاحة ويظهرون بمظهر القادر على فهم تحولات الإقليم واختيار الأنسب.
حماس قريبة من اسطنبول، وتعقد بمباركتها مؤتمرا يبحث عن بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما أنها تتحاور مع القاهرة بمنطق المصلحة والحاجة المتبادلة، ولا مانع لديها من إعادة إنتاج علاقتها مع محور إيران سوريا، كما أنها مرحب بها في الدوحة وربما قريبا في الرياض.
على الطرف الآخر يظهر محمد دحلان اقرب الى القاهرة من عباس، ويعقد مؤتمراته هناك، وتضغط مصر والإمارات وربما إسرائيل وقريبا واشنطن من اجل إدماجه في فتح ليصبح حاكمها الأول.
أما فصائل بشار الفلسطينية، فطهران وأجندتها هي الخيار الأبدي لها، لكنها بالنهاية تملك هامشا إقليميا «دور وظيفي» يجعلها تظن أن الحياة تسري في عروقها.
وحده محمود عباس يختنق داخل خطوط الإقليم المتداخلة والمتحالكة بسرعة كبيرة، ولعله يراهن على تنسيقه الأمني مع إسرائيل «ضبط الضفة» كمؤشر أهمية واستمرار، لكن السؤال هل ستصلح هذه البضاعة مع قادم عواصف الإقليم.
عباس زار بيروت، وبعد مغادرته جرت معارك بين كوادر فتح والمتشددين الإسلاميين، في رسالة تبدو بائسة ومتأخرة عن استعداده لتصدير نفسه في سياقات مكافحة الإرهاب.
الرجل لا يملك من المناورة ما يكفي، حتى لقاء العقبة السري غاب عنه، وكأنه أوصل المشهد الفلسطيني لأياد غير فلسطينية، ومع ذلك تراه يكابر ويعاند، وهذا أمر مؤلم الى حد لا يطاق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى