ط.م.ب.أ.ح

ط.م.ب.أ.ح

#سواليف الإخباري – أحمد حسن الزعبي

مقال الإثنين 22 – 1 – 2024
يتهامس #الأطباء، ينظرون الى #الطفل_الجريح ، ثم يتناول أحدهم قلم “الفولوماستر” ويكتب الاختصار المرعب ، “ط.م..ب.أ.ح”..لا يعرف الطفل #فك_شيفرة هذه #الأحرف ، لكنه يقرأ ما يقرأه في عيون الأطباء وطاقم التمريض، ينهض برأسه فيجد أن غيره من الأسرة كتب عليها نفس الرموز “ط.م.ب.أ.ح” يتساءل من جديد..هل هذا يعبّر عن حالتي الصحية أو أنها #رموز_طبية يفهمونها في ما بعدها..لكن بعد مضي الوقت يعرف أنها اختصار مرعب لقصة ولدّها انفجار هنا أو انهيار مبنى هناك..أو أنه الناجي أو الناجية الوحيدة من إبادة جماعية أتت على كل من تعرف ، لا يعرف الطفل أو الطفلة أن مجرّد بقائه على قيد الحياة دون غيره ، هي هدية أو عقوبة له في هذه الحياة القاسية.
عندما تصبح الرموز اسم العائلة الجديد، والقبيلة التي سينتمي اليها ، وسيجد أن له أخوة في المصاب ، وشقيقات في انبوب المغذّي ، سيتعارفون فيما بعد ، ويوقدون قنديل الحياة من جديد ، وربما يصبح اسم عائلة معروفة هناك في غزة ، لها مكانتها وقوتها ونخبتها ،وكلمتها ، ربما يولد اسم عائلة بعد عقد او عقدين تسمّى عائلة “طمباح”…
هذه الرموز كما أسموها الأطباء #مختصر_الرعب …تعني أن من يجري علاجه الآن هو: ” طفل مصاب بدون أسرة حية”..هذا ما يعنيه المختصر الطبي الذي يكتب بسرية دون افصاح فوق #سرير_الطفل كي لا يعيش صدمة فوق الصدمة لكن يفهمه الأطباء والطاقم الطبي فعندما يسأل أحدهم عن أمه أو ابيه أو اخوته يقال له بكذب ملىء بالرحمة : ” هم بخير المهم ان تتعافى أنت”…” ط.م.با.ح” وكأن من يقرأها يعتقد للوهلة الأولى أنها افتتاحية آية جيئت للصابرين دون غيرهم..
يا لصبر #غزة.
#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى