طخ / رامي علاونة

طخ
يطلق الأردنيون مصطلح “طخ” على عملية إطلاق الرصاص من سلاح ناري كالمسدس والخرطوش والبندقية وغيرها من الاسلحة الاتوماتيكية التي أجهل انواعها وتفاصيلها.

كلمة طخ كلمة عامية متداولة شعبيا ولا وجود لها في الخطاب الرسمي، ففي الأخبار مثلا نسمع عن ‘اطلاق نار’ او ‘اطلاق عيارات نارية’ أما في الحياة العسكرية التي تعتبر ‘الطخطخة’ من اساسياتها فيستخدم مصطلح ‘رماية’ والأفعال المشتقة منه، وهو المصطلح الذي استخدمه ملك البلاد عندما ظهر في ڤيديو رأيناه كلنا تحدث فيه عن اصدار تعليماته و أوامره شخصيا للقضاء على ظاهرة ‘الطخ’ ومعاقبة كل شخص “برمي” حتى لو كان ابنه.

للطخ ايضا معنى آخر يتداوله الأردنيون كثيرا، يشبه المعنى الأول مجازيا لكنه يختلف عنه في الاداة المستخدمة، فهذا ‘الطخ’ يعتمد على ‘الكلمة’ لا على السلاح الناري حيث يطلق فيه الطاخ ‘كلماته’ للنقد و اظهار العيوب ومواطن الخلل إما شفهيا أو بالكلام المكتوب، و يكثر هذا الاستخدام في سياق نقد ‘الحكومة’ و ‘المسؤولين’، فقد يقول أحدهم مثلا “رامي بطخ على الحكومة كثير” وقد يطلب منه وزير سابق مثلا “تخفيف الطخ” على رئيس حكومة معين لأنه صديق حميم للعشيرة.

خلاصة الكلام انه على الرغم من ان ‘الطخ’ في السياق الثاني لا يعتبر جريمة ولا يفترض ان يعاقب فاعله، وعلى الرغم من أوامر ملك البلاد للجهات المعنية بإنهاء ظاهرة ‘الطخ’ بمعناها الأول، مَن يعاقَب على ‘الطخ’ في الأردن هو الذي ‘يطخ’ بالكلمة! اما الذي ‘يطخ’ بالسلاح الناري فهاهو ‘يطخ’ ويرعب البشر ويزهق الأرواح على مرآى ومسمع رجال الرقابة والتشريع احتفالا بفتحم المؤزّر لمجلس ‘الشعب’ الموقّر!

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى