صفات القادة السياسيين والعسكريين

#صفات #القادة #السياسيين و #العسكريين
موسى العدوان
يقول المارشال مونتغمري، صانع النصر لقوات الحلفاء في شمال أفريقيا، خلال الحرب العالمية الثانية، ما يلي في وصف القادة السياسيين :
” لا أعتقد أن الرجل يوصف بالعظمة والعبقرية في مجال الزعامة الوطنية، ما لم يحقق عملا نافعا لبلده وأمته . . عملا خالدا يبقى على مرّ الزمن. وبهذا المقياس فمن الذي يدخل ضمن قائمتي ؟ وإني أضع الملك ” الفرد ” و ” ابراهام لنكولن ” كمثلين للماضي، فهما بلا شك قد دخلا التاريخ من أوسع أبوابه، كزعيمين سياسيين تعرضا للتجربة القاسية، وخاضها كل منهما بنجاح عظيم.
ثم آتي إلى زعماء القرن العشرين. ولقد ذكرت سابقا الصفات التي يجب أن تتوفر في القائد والتي تتلخص في قوة الشخصية والحزم وحسم الأمور. وهذه الصفات قد لا تفيد القائد السياسي في الأوقات العادية، ولكنها قد تنفعه في الأوقات العصيبة، عندما تصبح الأمة في حاجة ملحّة إلى القائد الذي يصلح لإقامة البناء، القائد الذي يمكن الاعتماد عليه ليبدأ المهمة، معرضا نفسه للمخاطر إذا استدعى الحال.
وحيث تبدو الأمور في صورة مختلفة تماما، وكما يحدث عندما تثور البحار، فتلفظ بعض الأشياء إلى السطح، فإن الرجل البعيد النظر، الرجل ذا الشخصية القوية ، يخرج إلى السطح عندما تتأزم الأمور. فالأمة تحتاج إلى هذا الرجل، وسيصرخ العالم دائما طلبا لهؤلاء الرجال الحازمين، ذوي الشخصية عندما يلوح الخطر . .
هؤلاء الرجال الذين يثقون في أنفسهم، وعلى استعداد لتولي زمام المواقف في الظروف الإضطرارية، هؤلاء الرجال القادرين على بذل التضحيات، ولديهم الشجاعة والتصميم والقدرة على الصمود إلى النهاية. وأحسن مثل يمكن أن أقدمه لهؤلاء الرجال هو ( ونستون تشرشل )، الذي هجرته أمته بعد أن أدى مهمته، وأنقذ بريطانيا والحضارة الغربية، في وقت من الأوقات ” انتهى.
* * *
التعليق :
الصفات السالفة الذكر هي المطلوب توفرها في القائد سواء كان سياسيا أم عسكريا. وإذا ما حاولنا تطبيقها على قادة هذه الأيام في دول العالم الثالث، لما وجدنا قائدا واحدا تنطبق عليه هذه الصفات.
القائدان الوحيدان اللذان تنطبق عليهما الصفات المذكورة، هما برأيي القائد السياسي وصفي التل، والقائد العسكري المشير حابس المجالي، رحمة الله عليهما. وهما من برزا في ظروف صعبة، واستطاعا بالحكمة والشجاعة والحزم، من حماية كيان الأردن عندما تهدده الخطر، قبل ما يزيد على خمسة عقود.
وأما الذين يطلقون ألقاب القيادات الحكيمة، والقيادات العبقرية، والقيادات الملهمة، في خطبهم وأحاديثهم الاستعراضية جزافا، فعليهم أن يكفوا عن هذا الهراء، لأن تلك الصفات أصبحت عزيزة، ولا تتوفر في الكثيرين من رجالات دول العالم الثالث هذه الأيام، كونهم أصبحوا موظفين يعملون بالتوجيه الدائم.
التاريخ : 28 / 12 / 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى