شطب النخب القديمة ضرورة !

شطب النخب القديمة ضرورة !
بسام الياسين

كرويةُ هي الارضُ و مُتحركة كالعجلة.تحت عجلاتها يتساقط من عليها ـ طالت اقامته ام قصرت ـ حتى لو تشبت بصُلب ابيه اوتعلق بجدار رحم امه.لا تفرح بما اختلست ولونفذت بجلدك. هي الايامُ دول لك وعليك. تواضعك يرفعك فلا ترفع انفك، فمهما بلغت من نفوذ، ستتمدد يوماً في نعش لا حول لك ولا قوة . جسدك الذي ياكل الاخضر واليابس،ستأكله الديدان غداً، ـ فكما تُدين تُدان وتلك سُنة كونية ـ .محظوظ ان وجدت من يهيل التراب عليك، و الا ستبقى في العراء تنهشك كواسر الطير وتتناوشك الضواري…ومهما كنت اياك ان تتصاغر لمخلوق مثلك، فانت خليفة الله،شًدَّ قامتك وارسلها كالنخلة لاقرب غيمة شرط ان تتجذر في تراب وطنك. واطرح ثمرك للعابرين وظلك للمتعبين،فاصحاب الارواح الشفيفة،هم كرام البرية و احب الناس لله انفعهم لله .

االله طيبٌ يحب الطيبين ويبغض الخبيثين.لتكون طيباً، كن غزالَ مسكٍ ريحه عطرة، وظله خفيف، و لا تكن لحن نشاز ككسارة تطحن الحجارة وتطلق غبارها على المارة.لا تقف كالإمعة في ـ منطقة اللا موقف ـ.ادلِ برأيك، فاعظم الجهاد كلمة حق.لا تختبأ خلف اصبعك، كأنك تخشى سيفاً يطيح برأسك او حوتاً سيبتلعك.قل كلمتكِ وامشِ،فالمخلوق لا يمنع عنك رزقك ولا يُعجل اجلك.وحدهم الهامشيون يمضون اعمارهم اصفارا،يصطفون على يسار الارقام بلا قيمة او مكانة .هم كالانعام.جُلَّ تفكيرهم في السؤال عن الغلال واحوال المراعى . اؤلئك الذين وصفهم الروائي جورج اورويل :ـ ” وحدها الحمير لا تتعرض للافتراس لانها لا تدلي برأيها!.

هذا وطنك، منذ ان هبط آدم من جنة الله ” الفوقانية ” الى جنته ” التحتانية “…. ارضك جنة خلدك،غير قابلة للطي كخيمة تحملها على ظهرك وتقطع بها القفار.تنصب اوتادها اينما اناخ بك جملك.ان كنت منتمياً،اغرس ساقيك في طين وطنك حتى ركبك.لا تنخلع منه لو خلعوك. قل لسماسرة الاوطان ( لا )، و لسراق الاراضي والاطيان الف ( لا ) . قل بلا خجل لانهم لا يخجلون :ـ انتم اكثر اهل الارض خُبثاً واشدهم شُحاًعلى الوطن في الشدة .

ابليس عصى ربه مرة واحدة، فطرده من رحمته، وحرمَّ عليه الجنة. نخبنا بغت في البلاد واستبدت بالعباد الف مرة، ولم تزل على صدورنا جاثمة كالجلطة القلبية، فمتى نتخلص منها لكي نتنفس بسهولة ؟!.النخب العربية جاءت بطرق ملتوية لا عن ذكاء ولا عبقرية بل بمصلحة مغلفة بولاء مكذوب،تزكيهم الوراثة، تدفعهم الايدي الخفية، وترفعهم المصاعد الكهربائية السرية بلا عناء ولا كفاءة. النخب العربية، آية من آيات الفساد،لم تزل طليقة اليدين ومطلقة من القيد رغم افاعيلها المريبة. نُخب غلبت عليها العقلية الغنائمية،لانها ما عرفت يوماً معنى الاستقامة الوطنية ولا المعاناة الشعبية .

بلا مواربة نقف اليوم، على حافة هاوية مرعبة اقتصادية،اجتماعية،امنية،ولدتَّها جائحة كورونية وآفة فساد مستشرية مرفوقة بسوء ادارة وغياب المراقبة والمحاسبة. ما يفرض جبراً لا اختياراً، تجديد النخب المترهلة التي ثبت افلاسها ومحاكمة من يثبت تورطه في مال وطنه . واستبدالها بنخب جديدة من ذوي العقليات الابتكارية والايدٍي الطاهرة المطهرة والا سنكون كمن يطلب العون من قبور الاولياء، ويتوسل الحلول من اصحاب الاضرحة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى