شتاء بارد في الجهة الشرقية

#شتاء #بارد في الجهة الشرقية

#ليندا_حمدود

حلّ الشتاء كعادته على الأرض ، أسقى الزرع و بلل المحاصيل و استبشر المزارعون بعام زراعي سعيد، و منتوج وفير .
حلّ الشتاء بخيراته ، بأمطاره ليملئ السدود و ينعش الأرض بعد جفافها و يُخرج الملأ إلى الخارج ليتباهوا بملابسهم الفاخرة، القطنية الدافئة، الشتوية التي تواكب موضة الشتاء لعام 2023.
في منازلهم أمام المدافئ يجلسون، يتناولون طعامهم
المشبع، يرافقونه بمشروبات دافئة .
ولكن #الشتاء ليس دافئا على الجميع ، فهو بارد، قارص، موجع ، صاقع في الجهة الشرقية أين يقطن نصف الجميع.
لا مأوى و لا مبيت و لا سقف سيجمعهم من برد الشتاء ، يبيتون في العراء، في الشارع، في الخيم بملابس بالية، مشردة، بائسة .
ينامون ببطون جائعة، لم يجدوا غير ذاك الرغيف اليابس.
تحت المطر ينظم الجميع إلى مٱسي الفصل البارد ، تحت خيامهم، في مٱرب فقرهم يجتمعون يشكلون أكثر من عائلة تحتمي بحطب ، تجلس على بساط من طين مبلل. لا طاقة و لا كهرباء و لا ماء نقي سيتوفر لهم يعيشون بؤسهم بصمت.
لا يتوفر الجميع على شمع لينير ظلمته ، فالعراء دائما مظلما، لا تكفيه انارة شمع أبيض تفليدي الصنع.
الجوع ليس غريبا عليهم، و ليس جديدا عليهم، يحاولون كل ليلة أن يتجاوزوا جوعهم بسرد الحكايات تساعدهم على قتل جوعهم والنوم مباشرة
سينامون جياع ليست المرة الأولى أين سيرقدون بدون أكل بسيط يُشبع.
تستمر المعاناة، يشتد البرد، لا يوجد أنيس أو حلول ليمر هذا الشتاء البارد.
الشتاء جميل بتلك الأمطار، و تلك المناظر لكنه ليس على الجميع، فهو قاسي عنيف، غير مرحب به .
و لو أن النعمة تُحمد و لكنهم أصبحوا ضعفاء يتحملون كل شيء فلا خالق سيتركهم و لا مخلوق سيضمهم .
لأنّ الشتاء ضيف سيبقى و سيظل على الجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى