شام البدور .. 14 عاماً مفعمة بالموهبة والإبداع !

سواليف

تشاهدها ، تعتقد أنها طفلة و قد لا تسطيع إيصال ما تريد لها ، أو قد تتلعثم هي في كلامها ولن تفهم منها شيئاً .

جل اهتمامها صديقاتها وألعابها ولا تعرف غيرهم ، ومن شدة البراءة في وجهها يصل لك شعور كيف سأحاورها وأسألها عما أريد ؟! ..

لكن مع نطقها لاول الكلمات تسمع صوت كبير جهوري يدل على فتاة واعية تفهم كل ما يدور حولها ولكنها ترتدي زي طفلة صغيرة لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها .

هذا ما حصل معي حقاً عند حواري مع «شام البدور»!.

تحدثت معها وما يخيل لي أنها طفلة على قدر قليل من المعرفة ولكني فوجئت بانها واسعة الإطلاع بكافة الأمور ، تحاورك باسلوب جميل وراقي ،تجذبك بكلامها المتقن فيخال لك بأنها تجاوزت مرحلة الطفولة منذ زمن .

هي طالبة في الصف التاسع ، في مخزونها ما يزيد عن 100 مقال أو تغطية أو مقابلة صحفية ،لها كتابات في مجلة وسام ومجلة زها ، وموقع سواليف الأخباري ، ومراسلة لموقع (قنا الطفل)التابع لوكالة الأنباء القطرية ، ومراسلة لشبكة بيئة أبو ظبي ،ونشر عنها العديد من المقالات في الصحف والمواقع الإلكترونية ،وقامت بتغطية العديد من الفعاليات والمهرجانات والإحتفالات في مكتبة عبد الحميد شومان ،ومتحف الأطفال وغيرها ،وهي عضو في فريق زها الإذاعي للأطفال وحصلت على دوراً تمثيلياً في فيلم قصير للأطفال عن العنف من إخراج داليا النمر وتم إنتاج الفيلم برعاية الهيئة الملكية للأفلام .

في البداية كشفت «البدور» عن هواياتها التي ساعدتها على دخول عالم الموهبة والانجاز : :»هواياتي الكتابة والقراءة حيث أقرأ الكتب البوليسية ، وباللغة الإنجليزية أقرأ مذكرات وأحداث يومية ،وباللغة العربية أقرأ روايات بوليسية وكتب علمية ، فقرأت لأغاثا كريستي (الجريمة في بغداد) وأشارك في تحدي القراءة العربي لقراءة 50 مليون كتاب ، وأشارك في مسابقات الخطابة ،ومسابقات القصة القصيرة ومسابقات قطار المعرفة ، عدا عن المطالعة وتصفح الإنترنت حيث أشاهد اليوتيوب والتلفزيون وحصرياً على التلفاز أشاهد الكوميديا والبرامج التوثيقية ، عدا أنني أتقن فن إلقاء الشعر .

و تؤكد: أحب الخطابة والكنج فو ،أكتب منذ 9 سنوات ، حيث كتبت مقال بعنوان (حقوقنا لنا) وهو حول أهمية التواصل بين الأهل والاطفال وما يريده الجيل الحالي من الآباء. ، وشاركت بفقرة الخطابة بعنوان (لنكن الأفضل)وهي من تأليفي على مسرح المركز الثقافي الملكي ،والتحقت بالعديد من الدورات في مركز زها (دورة للصحافة والإعلام ، دورة الإذاعة والتلفزيون ،ودورة الشطرنج وغيرها)وشاركت في العديد من المحاضرات والمؤتمرات في مؤسسة عبد الحميد شومان ، وشاركت في مؤتمرات عدة في مجمع الأعمال مثل مؤتمر النساء الرياديات وغيره ، مؤتمرات وورشات الهيئة الملكية للأفلام .

وحصلت على المركز الأول في الخطابة على مديرية لواء الجامعة والمركز الخامس على مستوى إقليم الوسط ، عدا أنني أتعلم ذاتياً اللغة اليابانية «.

وعند سؤالها عن سبب اختيارها للغة اليابانية بالذات أجابت :» لأنهم شعب متحضر ومثقف وأحب أن أفهم حضارتهم وثقافتهم وطريقة معيشتهم «.

..وهي تلفت الى انها: ليس لدي اي ميول على وسائل التواصل الإجتماعي كالسناب شات والفيس والتويتر حيث أعتبرها مضيعة للوقت ،ولكن لدي حساب شخصي توثيقي على الفيس بوك يحوي مقابلاتي بالفيديو وما ينشر على سواليف ،ولدي قناة على اليويتيوب تحوي مقابلاتي الصحفية مع الأشخاص والهامات العربية «.

الشأن الثقافي وحياة الاطفال

على الرغم من صغر عمر «شام» الا أن اجرت عدة « لقاءات مع مؤسسات تعنى بالشأن الثقافي والطفولي حيث اسأل عن المؤسسة نفسها وفي كل مقابلة هناك رسالة توجه للطفل وعندما توجه للطفل رسالة من عالم وطبيب ومهندس ومن هامات عربية كبيرة تؤثر على شخصيته ويسعد بها .

حيث أجريت العديد من اللقاءات الصحفية كوني مراسلة لموقع قنا الطفل ووكالة سواليف الأخبارية وغيرها من الوكالات العربية والمحلية ومن هذه المقابلات مقابلتي مع سمو الأمير الحسن بن طلال في مؤسسة شومان ،وسمو الأميرة غيداء طلال ، ومديرة تربية لواء الجامعة د.زينب الشوابكة ، والدكتور كامل العجلوني مدير المركز الوطني للسكري والغدد الصم وأمراض الوراثة ،والسيدة لينا التل مديرة المركز الوطني للثقافة والفنون ، ووزيرة الثقافة الأردنية السابقة د.لانا مامكغ ، والفنانة ديانا كرزون والفنان زهير النوباني وغيرهم ، وعندما التقي هذه الهامات الأردنية فهم يتعجبوا بأن من يقدم المقابلة طفلة عمرها 14 عام ولكن وجدت منهم ردود فعل إيجابية فهم تفاجئوا من طريقة حواري معهم وجذبتهم من خلال الطريقة التي أجريت بها الحوار حيث ظهرت بأني أكبر من عمري «. وتابعت الحديث عن نشاطاتها اللامتناهية فقالت :» شاركت مع مؤسسة «إنجاز» ببرامجهم «برنامج أنا ومحيطي» كيف أعيش» وإدارة المشاريع والمشاريع الريادية وبرنامج الART LINK» وهو من اكثر البرامج جمالاً وهو عبارة عن تبادل للرسومات بيننا وبين الاطفال في امريكا حيث نسألهم عن أنفسهم ويسألوننا عن ثقافتنا وهذه المحادثة تكون بلغتهم ، وفي نهاية الجلسة نعلمهم اللغة العربية،

وشاركت في ورشة للمشاريع الريادية في شومان وهي ورشة تقوم على الرغبة في تحويل أفكار الأطفال إلى حقيقة.

مع والدتها!

أحبت أن تخبرنا قليلاً عن شام ودعمهم لها ..هي والدتها التي حملت بها وربتها وعززت حياتها: «سعينا أنا ووالدها إلى توفير دعم لشام كونها تحمل هدفا وفكراً تستطيع من خلاله ايصال صوتها وموهبتها، وهو ما أطلبه من جميع الأمهات بأن يكونوا داعماً وحجراً أساسياً لأبنائهم من خلال رعايتهم وتوفير المساندة حتى يكبروا ويكونوا قادرين على تحقيق ما يسعون اليه بكل قوة وفخر ، فشام تبذل جهد مضاعف عن اي بنت في نفس عمرها ، وتحاول أن تؤثر ببصمة إيجابية في المجتمع من خلال إيصال النشاطات والفعاليات للأطفال ، وأن توصل للأطفال بأن هناك أطفال ناجحين ومتميزين ويبدعوا بمجالات متعددة (كالمجال الثقافي ،الصحافي ، والعلمي ) وفي كافة المجالات الإبداعية .

رسائل

..»شام» بموهبتها واصرارها تنبه الى عديد الرسائل المجتمعية والتربوية :نحن نعاني في مجتمعنا العربي من ما يسمى بالرسائل السلبية والعديد منا يتعرض لهذه الرسائل فالناس تعتبر أن أي شيء غير موجود بفكرهم ولا يعجبهم فهو خاطيء وغريب ،فادعوا جميع الفتيات والشباب بأن لا يستمعوا لهذه الرسائل وأن يبدأوا من عمر صغير في تحقيق ما يريدون فأنا أقدر كلمة لمعلمتي في ملحق الفيزياء تقول حتى لو أنك في وقت معين غير مستعد للدراسة ابحث عن شيء تبدع فيه وقم بعمله وهذا ما شجعني أهلي عليه أيضاً ، فأول 10 سنوات من حياتي كانت روتينية مملة ،حتى بدأت مهارة الكنج فو القتالية وقتها تغيرت حياتي ، وأريد أن أوجه رسالة للأباء بأن يتعاملوا مع أبنائهم بصداقة وليس بندية حتى يفعلوا ما يريدون وأن يحفزوهم معنوياً اكثر من مادياً «.

الراي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى