سين و صاد / أحمد المثاني

سين و صاد
.. من الطريف ، و الممكن أن نحسب عمر جيلنا .. بما درسناه في الصف الأول الابتدائي أو الأساسي – كما شاءته وزارة التربية !
فأنا ، العبد الفقير لله ، من جيل و طراز قديم ! من جيل كتاب القراءة ( عوعو و صوصو ) .. و للشباب المحدثين ، يعني درس القراءة كان محوره التعليمي ، لتعليم مبادىء القراءة عوعو و صوصو ..
و هذا كان في بداية الستينيات من القرن الماضي .
ثم جاء جيل ( دار .. دور ) و بعد سنوات ،جاء جيل ( بابا يعمل .. ماما تطبخ )
و استمر التجريب ، في تعليم اللغة ، لكنه فقد استقراره ، فلجأت الوزارة إلى تغيير الكتب و أقصد كتب القراءة ، سنة إثر سنة .. بما يعكس التسرع أو ( السلق) في تأليف الكتب ، و تصميم المناهج ..

في سني دراستنا المتوسطة ، و بعد أن أنهينا دروس الحساب ، دخل موضوع جديد
و هو المدعو ( الجبر ) و هذا العلم يفتخر
بأن العرب من اخترعه ! و أصبحنا نواجه
مسائل ( جبر) و بلاويه ..و هنا يظهر لنا شخصيتان : السيد ( س) و السيد (ص)
و لاحظت أن السيد سين ثقيل دم ، و يعتمد في دلالته على السيد صاد .. و كم كان
صعبا علي أن أدخل بينهما كشريكين ، لأعرف ( قيمة) سين بدلالة صاد ..
و الأدهى من ذلك ، ينبغي علي فك الأقواس التي أحاطوا بها أنفسهم .. أولا
و الأمر و الأدهى أن السيد سين ، يكون أحيانا ( مربعا ) او متربعا .. كأنما هو جالس على سدر مقلوبة .. أو رشوف .. و هنا ، ما عليك إلا تضربه ببعضه .. يعني (تربعه )
و السيد سين يشابه و يقلد الفرنج و يرى نفسه مثيلا للسيد ( X ) .. و ذلك بأنه يحب أن يبقى ( المجهول) الذي نتعذب ، لنعرف قيمته .. مع ان قيمته و مكانته محفوظة

درس الجبر و موضوع الجبر .. أطاح به
موضوع ( الرياضيات الحديثة ) .. و لم يعد طلاب المدارس يعرفونه .. و صاروا يدرسون ( التفاضل و التكامل ..) ..!!

على أية حال ، مثلما الناس تتغير .. فالعلم
و الدروس تتغير .. و تبقى صور كتاب القراءة في الصف الاول .. و بعض من المسائل التي كانت تتحدى و تثير تفكيرنا
عالقة في الذهن و التصور .. و ما زلنا نتذكر مسألة : حنفية تصب كذا لتر ماء في الساعة في حوض سعته كذا سنتيمتر مكعب ..
جد كم ساعة يلزم… الخ

مقالات ذات صلة

أكتب ، و أنا أبعث بأجمل تحية لمعلمي الذين علموني الأبجدية و الحساب و مختلف الدروس .. و أترحم على من قضى منهم إلى جوار ربه ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى