زفر الوعود وعدس التنفيذ

زفر الوعود وعدس التنفيذ

د. حسام العودات


ربيع قلوبهم ألقابٌ يتنابزون بها ، ونميمة لولا أنها حرام ، لكانت فاتحة الحكايا في حديث الساهرين .
وها هو صاحب حرفة وقد ذاع صيته بغياب الصدق في المواعيد ، والمماطلة في التنفيذ الى يوم الدين ،
ولطالما سال دمعه مدرارا من جور الناس فيما عنه يقولون ، فبعض البشر يخلقون كيدهم ويرمون به يانع القلوب .
وفي يوم جاءه رجل من قرية أخرى ، وقد أعرض عن كل ما قد سمع ، وعن كل ما قيل ، وطلب بعين الرجاء من صاحب الحرفة أن لا يتأخر في تسليم الورشة ، عسى أن يدرك منزله نبأ زينته قبل عرسه الموعود ، فهو كغيره من زينة الشبان ، يتمنى أن لا يكون عيشه بلون بدلة العرس ، وقد اختارها سوداء لا تليق باللابسين ، بعد أن زهدت عيوننا بوافر الألوان .
كان الوعد لأسبوعين ، وما هي الا عشرة أيام حتى أدركت الورشة حد قص الشبر ، وسط ذهول العارفين بصاحبنا عرقوب ومواعيده التي غلبت حكوماتنا بوفرة الزفر في التصريحات ، وعدس التنفيذ على موائد البائسين .
وما هي أيام حتى التقى برجل وعاتبه على التهم التي طالما قالها عن صاحب الحرفة ، وأقسم له بكل تين وزيتون بأن أخينا قد سلمه الورشة حتى قبل الموعد بأيام ، فما بال الناس لا يشكرون ؟!!!!!!!!!
ضحك الرجل كثيرا ، فقد سبق عبد الله بن سبأ في دهائه وقال : أقسم بالله أن صاحب الحرفة قد كذب على مئة شخص قبلك قبل أن يصدق معك . فلا تفرح بطفرة الصدق فيما رأيت من بني عرقوب ، فهو مثل مذنّب هالي ، قد لا يدركه البشر في طيف السماء ، الا مرة كل ثمانية قرون .
وها نحن ننتظر رخاء العمر وقد طال صيامنا ، ورغم وفرة الوعود وقد تدنست قداستها ، فقد تبعثرت حروف الرخاء وسط زحمة العابرين

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى