رياح الثورة الصناعية الرابعة

رياح الثورة الصناعية الرابعة
أحمد زياد الزغول

في رحاب الثورة الصناعية الرابعة التي تجتاح العالم والتي تحمل بجعبتها الكثير من التقنيات التي تنوب عن عمل الأنسان مثل؛ الذكاء الاصطناعي، وانترنت الاشياء، والمدن الذكية، والروبوتات، وأنترنت الأشياء، وسلسلة الكُتل، والحوسبة السحابية وما إلى ذلك. وبالتزامن مع ارتفاع نسبة البطالة التي ترتفع يوماً بعد يوم في الأردن؛ والتي تُعزى لعدة أسباب، منها؛ إزدياد أعداد خريجي الجامعات، والظروف الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا، حيث تولدت هناك الكثير من حالات اللايقين المرتبطة بمتطلبات سوق العمل المستقبلية و التي تُسمى “بالبحعة السوداء” في علم استشراف المستقبل الحديث.
لذلك يجب على الدولة الأردنية توفير الأدوات الاستباقية، وتسخير التخطيط الاستراتيجي، وأدوات استشراف المستقبل مثل؛ السيناريوهات، و منهجية دلفي، والمسح الجمعي وغيرها من الوسائل؛ لتتمكن من مجابهة هذا المأزق الذي بات قريباً كل القرب. حيث أن الثورة الصناعية الرابعة “ثورة البيانات” ستوفر حلولاً بديلة تنوب عن الانسان لأداء الكثير من الأعمال مثل المترجم، وخدمة العملاء، والدليل السياحي ، كذلك ستنوب عن تدخل الأنسان في بعض المهن الطبية من خلال إحلال الطب التنبؤي المبني على تعلم الآلة بواسطة خوارزميات تقوم بالتشخيصات الطبية بنسبة خطأ أقل بكثير من الخطأ البشري المحتمل وغيرها من الوظائف. إذ أظهرت التقارير التي أصدرتها شركة ماكنزي إن ثلث الوظائف الجديدة التي نشأت في الولايات المتحدة خلال الـخمس وعشرين سنة الماضية لم تكن موجودة من قبل- في مجالات تتضمن تطوير تكنولوجيا المعلومات وتصنيع الأجهزة وإنشاء التطبيقات وإدارة نُظم تكنولوجيا المعلومات-؛ حيث أن كل هذه العوامل والتوجهات قد تولد نتائج سلبية كثيرة تُعزى الى “البطالة الهيكلية” والتي تتسم بتضارب متطلبات سوق العمل مع طبيعة القوة العاملة مما يتسبب بنقص اليد العاملة في مجالات معينة مقابل بطالة مرتفعة في مجالات أخرى ، مما يدفع الأفراد للبحث عن وسائل بديلة لتأمين الاحتياجات كالجريمة وخصوصاً المنظمة منها، فنسب البطالة المرتفعة تسبب عادة نمواً في عالم الجريمة وبالأخص التهريب والتزوير والإتجار بالمخدرات مما يؤثر على استقرار المجتمع ووضعه الأمني بشكل كبير..علاوةً على ذلك، قام موقع التوظيف “وركوبوليس لى” بالإشارة إلى أن وظائف المستقبل ستتطلب ثلاث مهارات أساسية وهي: تعلُّم المجالات الأربعة (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات) والابداع والذكاء العاطفي.
بناءً على كل هذه التوجهات العالمية والتغيرات التي تُحاكي الضوء بسرعته، و تعصف بشكل جذري بالتقنيات القديمة والمستخدمة حالياً من خلال إحداث تغيرات جذرية في متطلبات سوق العمل، يتطلب من الدولة دراسة متطلبات سوق العمل على الصعيد المحلي والدولي، وطرح مساقات مدرسية متعلقة بالتكنولوجيا والتقنيات الجديدة؛ لتقوم بوضع حجر أساس كمعرفة جديدة لدى طلاب المدارس؛ لمواكبة التغيرات السريعة والمتعلقة بمتطلبات سوق العمل، كذلك العمل على تأسيس مؤسسات و منظمات محلية، و تكثيف عقد الشراكات مع القطاع الخاص لتدريب طلاب المدارس وطلاب الجامعات والخريجين، لتهيأتهم للظروف والمتطلبات الجديدة التي تفرضها الثورة الصناعية الرابعة، وترسيخ مفهوم الابتكار وشجيعه، والتنسيق بين الجهات المعنية لوضع برامج ومبادرات تكاملية بين كل من ديوان الخدمة المدنية، ووزارة التربية والتعليم، وززارة التعليم العالي، وغيرها من الجهات المناط بها قيادة السفينة؛ لتحديد احتياجات سوق العمل الاردني والعربي والعالمي من موارد البشرية، من خلال وضع خطة خاصة بالكفاءات الوظيفية المطلوبة والتي يتطلبها سيتتطلبها سوق العمل مستقبلاً، وإدراجها بالخطط التعليمية، والمناهج الدراسية، وتضمينها ضمن برامج تدريبية؛ لبناء رأس مال بشري و اجتماعي ذو قيمة عالية، والخروج بحلول ابتكارية قادرة على تحويل هذه المخاطر الى فرص يمكن استغلالها على الصعيد التنموي والاقتصادي والاستراتيجي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى