رشّ ، سعادتك ، رشّ!!! / د. ماجد الزبيدي

رشّ ، سعادتك ، رشّ!!!

تقرير من موقع الرشّ: د.ماجد توهان الزبيدي
حضر دكتور القانون الدستوري،من العاصمة لإلقاء محاضرة في قريتنا حول الدور الصحيح للنائب في مجتمعاتنا العربية في حضور جمع ناضل المنظّمون طيلة أسبوع- بشتى الوسائل – لتأمين حضوره، لكنه لم يزد عن الأربعين من مجتمع يزيد عدد سكانه عن ثلاثين الف نسمة!
أبدع الدكتور في بيان الدور الحقيقي للنائب في المجتمعات المعاصرة ،منذ أن إبتكر الفرنسيون البرلمان ،وسنّوا أسسه ووظائفه ودوره، وصولا للزمن الحالي ،فبات العالم كله من نيبال إلى الولايات المتحدة الأميركية يعزف لحنا برلمانيا واحدا بإستثناء الوطن العربي!!
وأفاض الدكتور المحاضر في شرح بسيط وسهل بيان الدور التشريعي للنائب من حيث إقرار مشاريع القوانين المقدمه له من السلطة التنفيذية بعد تنقيحها وتعديلها بما يراه وكلاء الأمة أو الشعب الذين هم ينوبون عن ناخبيهم لفترة زمنية محددة ،لايجوز في الأصل عزلهم او تنحيتهم قبل إنتهائها ،ثم عرّج بتفصيل للدور الثاني والأخير للنائب والمتمثل بالرقابة على أعمال وتصرفات السلطة التنفيذية في شتى المجالات ،وأنه هو من يُبقي الحكومة ،وهو من يعزلها ،وهو مايتطلب أن يتم إختيار نواب يمتلكون العلم والجرأة كشرط للقيام بالدورين السالفين الذين لادور بعدهما للنائب!
وأسهب الدكتور المحاضر في بيان أن الخدمات هي واجب الشعب الذي يدفع الضرائب، على الحكومة، وان توظيف الناس وتحسين الخدمات المقدمة لهم من أولى واجبات الحكومة القائمة ،والتي يجب ان تكفل النزاهة والإستقامة وحكم القانون في التوظيف ،وبالتالي تصل الوساطة غير النزيهة إلى مرتبة التآمر على الوطن !
وأوضح الدكتور المحاضر أن دور النائب في الخدمات هو مراقبة أداء الحكومة في تقديمها ،ومن ثم ،مساءلة الوزارة ووزيرها إن تم التقصير في تقديم تلك الخدمة !
إنتهت المحاضرة ،وغادر المحاضر قافلا لبيته في العاصمة ،لكن أحدا من الحاضرين لم يعجبه كل ماسمع!! وبدأت علامات الإستغراب والإستفهام والتعجب على وجوه وقسمات وشفاه معظم الحاضرين ، ووصلت الأمور إلى حد السخرية من جانب المختار “ابو ظريفة”الذي وصف المحاضر ب”غايب فيله”! وأن محاضرته تصلح ل”شعوب اميركا وبريطانيا”،بينما وصف “الزقم”(تعني وجيه ،مختار ،شيخ )،”ابو رؤى”المحاضر ب”زلمة شغل تصفيط حكي”!!،إلا أن “مُتعهد” جمع الأصوات والبطاقات لصالح من يدفع أكثر ،المعروف في قريتنا ب”رئيس عصابة ال25″ ،صرّح قائلا أمام حشد من امثاله- الذين لاتنتفخ جيويهم إلا في الشهر الذي يسبق التصويت- بالقول:”الحمد لله، لم يحضر المحاضرة، سوى من أردنا حضوره”و” هذا الدكتور ابن مجتمع الصويفية المخملي،مش داري رأسه من ساسه”!
وختم الرئيس قوله:” عمّوه: المرشح اللي مايرش مناسف وخمسينيات ماله نصيب عندنا “!و”الي بده يصير، بدّه يرش”!و”عمّوه:مافيه إشي ببلاش غير العمى والطراش”!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى