ربي كما خلقتني..

منع الأحد 4-10-2015
بداية لا يسعني الا ان أشكر الحكومة ممثلة برئيس الوزراء على مجهوده الرائع في تخفيض سعر البترول “تعريفه”كاملة ، ولو كان معي رقم دولة الرئيس لصورت له الفرحة في عيون أطفالي وإرساله “سناب شات” ليتأكد بنفسه..فقد “تفّحت” وجوه الأولاد بعد ان كانت بحجم “التعريفة” وفوق ذلك استقام سلوكهم الاجتماعي ، ومنذ تخفيض البنزين “تعريفه كاملة ” تحسن تحصيلهم الدراسي بشكل ملحوظ بعكس أبناء عمّهم الذين تراجعوا كثيراً بسبب ارتفاع “ديزل” بكم الوالد “تعريفة” ايضاَ…

وأقول لكل المغرضين والمستهزئين بهذا التخفيض ..ان ما قامت به الحكومة هو عين العقل عندما خفضت البنزين “تعريفة” وزادت “الديزل” تعريفة..هي لم تقصد من ذلك جني الأرباح أو سد المديونية…فهي تعرف “شو التعريفة وشو مرقتها”…لكنها قصدت من هذه الحركة ، تعميق حالة التآخي بين أفراد الشعب الأردني…يعني من يقتني مركبة ديزل وارتفع عليه البترول “تعريفة” سيتلقى عبارات جبر الخاطر من طراز “مش اشي..” “عادي ولا يهمك”..”يزم شو العشر قروش”..وغيرها من جمل المواساة “الفلوترينية” وهذا طبعاً يتم من خلال تبادل الزيارات او الاتصالات الهاتفية..بينما من يستخدم البنزين..فإنه سيتلقى العبارات التحفيزية : “المهم نزلوه”…شعره من الحكومة بركة”…”مال العشر قروش عاطلات”؟؟ “فيهن كيس شيبس للأولاد”… كلمات التهنئة والمواساة هذه تخلق حالة من الحب والود بين الشعب الأردني بعد ان عصف به الجفاء بسبب التسعيرة الموحدة في الارتفاع والانخفاض..
كما قصدت الحكومة – والله أعلم – من خلال رفع وتنزيل البترول “تعريفة” تنشيط الذاكرة الأردنية..فهي كما تقوم بتعيين وجوه “سياسية” في المناصب تحتل الكراسي منذ اليوم الأول للاستقلال ، وتعيد انتاج مسلسل “وضحى وابن عجلان” كل عشر سنين مرة ، فها هي تعيد انتاج التراث المالي ، وحتى لا ننسى شكل العملة كما نسيها أهل الكهف ها هي تذكرنا أن هناك “كائن نقدي” اسمه تعريفه…ثم ان هناك أجيالاً بأكملها مغيّبة عن “التعريفة”…صادف أي طالب جامعي واسأله هل شاهدت “تعريفة”…فإنه سيقول لك.. بأي تخصص؟؟؟ بالله عليكم كيف لهذا الجيل المغيب عن “التعريفة” ان ينهض بالبلد وان يكون على قدر المسؤولية وهو لم ير أو يلمس او يسمع عن تعريفة في حياته… هل ترضون أن أجيالاً بأكملها تتعلق بمحمد عساف ومايا دياب وتنسى التعريفة…
أخيرا ومن الجانب الاقتصادي فإن خطوة الحكومة..صحيحة مئة بالمئة…في برميل البترول ،البنزين خفيف لذا فهو “يطيش” على وجه البرميل فتكلفته أقل.بينما الديزل في قاع البرميل فيكون ثقيل “وملّيط” وبالتالي يكلف الدولة من تكرير وتصفية أكثر من غيره…
خلاصة الحديث..رفعة الديزل وتخفيض البنزين أمام الخبراء الاقتصاديين …مثل “رفع الدشداشة” وتنزيل “السروال”..
عشان نورجيكم ان التصحيح الاقتصادي… ربي كما خلقتني !…

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى