#رائحة #تراب #فلسطين التي عجز الصهاينة عن استنشاقها.
كتب م.علي أبو صعيليك
لفلسطين رائحة خاصة يعرفها جيداً شعبها الذي ما زال صامداً داخلها وكذلك ممن لم يدخلها منذ أن تم تهجير أجدادهم وآبائهم في عامي 1948 و 1967 حيث يمتاز فلسطيني الشتات برصيد كبير من المعلومات عن #فلسطين رضعوها مع حليب أمهاتهم وشكلت ثقافتهم في كل بلد هاجروا إليه في شتى بقاع المعمورة.
يوجد ملايين الفلسطينيين منتشرين في #العالم ممن لا يستطيعون دخول وطنهم الأم بسبب #الاحتلال الصهيوني، وتشكل فلسطين لهم البوصلة الفكرية حيث تأخذ حيزاً كبيراً من تفاصيلهم اليومية، بل تشكل حقيقة هويتهم من عدة نواحٍ أبرزها: اللهجات، طريقة تصميم الملابس، والعقلية، وما زالت قلوبهم معلقة بفلسطين حيث يستطيعون استنشاق رائحتها رغم بعدهم عنها جغرافياً بعكس الصهاينة المستوطنين سارقي ومحتلي الأرض.
للشعب الفلسطيني عدّة لهجات يتحدث بها لغته العربية، لا بل لكل مدينة فلسطينية لهجتها فهنالك مدن الساحل الفلسطيني المحتلة التي تمتد من رأس الناقورة شمالاً حتى أريحا جنوباً وأبزها عكا وحيفا ويافا وبعض المدن التي يقع جزء منها على الساحل مثل طولكرم والرملة، وتمتاز هذه المدن بتعدّد اللهجات المحلية والتي لم تتغيّر رغم كل ما يفعله الاحتلال الصهيوني.
الضفة الغربية وقلبها النابض القدس ونابلس ورام الله وبيت لحم وجنين وقلقيلية وأريحا ويغلب على لهجاتها الطابع المدني، بينما في مدينة الخليل لهجة مختلفة ومميزه عن الجميع حيث يتم مد الحروف في بعض الكلمات، في شمال فلسطين مدن الناصرة وصفد وبيسان وطبريا وهي مدن لها سماتها ولهجاتها المميزة وتاريخها العريق أما مدن الجنوب الفلسطيني وتحديداً بئر السبع والنقب حيث الطابع البدوي يغلف الكلمات ويشكل جزء من الموروث الشعبي، بحيث يتم تضخيم مخارج الحروف.
الثوب الفلسطيني المطرز يدويا أضاف للمرأة الفلسطينية جمالاً فوق جمالها، حيث تتعدد ألوانه التي تبعث الأمل في النفس والتميز والإبداع، ويميز المرأة الفلسطينية عن غيرها وهو موروث شعبي تطور كثيرا عما مضى.
تمتاز أرض فلسطين بخصوبتها وتشتهر بمنتجاتها الزراعية أبرزها التين والزيتون والعنب والبرتقال والليمون والرمان والموز والطماطم والبابونج والميرمية والحلبة والنعناع وإكليل الجبل والبصل والثوم وغيرها.
أما عقلية الشعب الفلسطيني وهي في الحقيقة محور الحديث فقد تطورت على مدار عقود من الزمن ضمن ثلاثة أُطر: فترة النكبة وجيلها الذي تم تهجيره قسريا على يد العصابات الصهيونية وأبرزها الهاغانا والتي أفرزت المجموعة الأشد تطرفاً “الأرجون” وهذه العصابات سفكت دم الشعب الفلسطيني الأعزل تماماً في حينها من خلال سلسلة موثقة من جرائم القتل الجماعي ومن ثم تهجير من بقي على قيد الحياة، وقد تحولت الهاجانا لاحقا لتشكل جيش الاحتلال للكيان الصهيوني وأبرز القَتَلَة من الهاجانا ممن أصبحوا لاحقاً رؤساء للكيان اللقيط مناحيم بيغن،إسحق رابين، إسحق شامير، رحبعام زيفي.
بعد تلك المرحلة الزمنية ظهر جيل الانتفاضة الذي شكل علامة فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال، ومن أبرز سماته أنه شكّل الشكل الجديد للمقاومة الفلسطينية ونفض غبار المرحلة السابقة عن كتفيه وبدأت مرحلة استنزاف الكيان المحتل.
المرحلة الحالية وظهر فيها جيل التحرير الفلسطيني وهو الجيل الذي سيزيل “اسرائيل” من الوجود، وقد ظهرت بوادر هذا الجيل بشكل مكثف خصوصاً الأعوام القليلة الماضية، وهو الجيل تعجز قيادات الاحتلال وأجهزته الأمنية والاستخباراتية عن فهمه وطريقة التعامل معه، وأحد الشواهد على ذلك هو أن هذا جيل التحرير قد أثبت للعالم أنه الفعل وليس ردة الفعل.
منذ بداية الاحتلال بدأ الكيان الصهيوني سرقة كل خيرات فلسطين، والمنتجات الزراعية الفلسطينية التي يتم تصديرها للعالم مغلفة بعلم الكيان الصهيوني أحد الشواهد على السرقة، وكذلك لم يسلم الثوب الفلسطيني المطرز من السرقة فقد ظهرت ملكة جمال الفلبين بياتريس غوميز بشكل سخيف وهي تروج للثوب الفلسطيني المطرز على أنه من التراث الصهيوني، ولكن المرأة الفلسطينية كانت أقوى في هذه المواجهة فأطلقت جمعية الزي الفلسطيني الأردنية حملة “إِلبِسْ زِيَّك ما حَد زَيّك”.
لكن الفشل الأكبر للاحتلال كان في عجزه عن استنشاق رائحة التراب الفلسطيني وهو التراب الذي أنتج أطيب الفواكه والخضار ومن خيوطه طرز الثوب الفلسطيني ومن ترابه أنبت جيل التحرير الفلسطيني الذي يمتلك الإرادة والإيمان بتحرير كامل التراب الفلسطيني قريباً إن شاء الله تعالى