دنيا الأردن عكس عكاس …(1) / د. خالد حُسين العُمري

دنيا الأردن عكس عكاس …(1)
رسوم الإشتراك للثانوية العامة

انطلاقاً من سعي الحكومة لتطبيق مبادئ الشفافية والمصداقية، وحق المعرفة أطلقت الحكومة منصة حقك تعرف، وهي منصة الكترونية رسمية للتحقق من المعلومة أطلقتها رئاسة الوزراء. ومن هذه المنطلقات فمن حقي أعرف لماذا يدفع الطالب النظامي رسوم اشتراك لامتحانات الثانوية العامة (50) دينارا، في حين يدفع الطالب النظامي (20) ديناراً؟
من حقي أعرف الأسباب الموجبة لهذا الفارق عن الطالب النظامي في المدارس الحكومية، ولقد علمتنا الحكومات المتعاقبة عبر مختلف مؤسسات التعليم العام والعالي أننا متساوون أمام القانون. فبأي قانون يصبح الطالب النظامي في المدارس الخاصة مغبوناً عن أخيه في المدارس الحكومية؟ ما مبررات هذا الفارق؟ ما هي موجباته؟ إذا كان كتبة الاختبارات هم أنفسهم، وإذا كانت الاختبارات هي ذاتها للطالب في المدارس الحكومية والخاصة، وإذا كانت نفس قاعات الاختبارات، ونفس المصححون والمدققون والراصدون، فبأي حق يدفع ابن المدارس الخاصة خمسون دينارا؟
صدقا لو كانت الاختبارات أسهل من طلبة المدارس الحكومية، وأوراق الأسئلة ناعمة مصقولة، وقاعات الامتحانات مكيفة، ويستقبلهم المراقبون بابتسامات وورود، والمقاعد كنب وثير، والمصححون متساهلون لكان هذه أسباب موجبة وتبريرات مقبولة. ولكن لا نرى أيّاً من هذه القضايا، ألا يكفي أننا خففنا العبء عن وزارة التربية والتعليم بتدريس أبنائنا في مدارس خاصة مما أتاح المجال للطلبة الآخرين؟ ألا يكفي أن وجودهم في المدارس الخاصة أرهق جيوب آبائهم؟ ألا يكفي أننا نستثمر بأبنائنا بكل ما أوتينا من قوة وليس من باب الترف أو المباهاة ؟ ألا يكفي أننا ندفع ثمن الكتب المدرسية والتي هي حق لهم أسوة بإخوتهم في المدارس الحكومية؟ الأولى أن تدعم وزارة التربية طلبة المدارس الخاصة حتى يبقوا في مدارسهم ليخففوا العبء عن مدارس الوزارة، بس الدنيا عنا عكس عكاس … ومن حقي أعرف ليش؟

خبير القياس والتقويم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى