اعتذار.. مغترب..
الغربة: وصف غير دقيق لمصطلح لا يمكن وصفه بدقة..
وهذه دائرة مفرغة نعم، ولكنها ليست بقصد الارباك والتعالي بل واقع منه المغترب يعاني !
لأنه أذا امكن لبصمات أنامل البشر التشابه يمكن أن تجد اثنين من المغتربين يتفقون على معنى الغربة!
لان الشوق لا يملكه المغترب بيديه ولكنه يملك أدوات البعد ذاته، يجعله في حالة اضطراب دائم وحنين مستمر، في كل تفاصيل حياته وما أصعبه من حال وما أمره من شوق اذا تكلمت، او فعلت، او حتى شعرت شعورا مجردا بالفرح او الحزن او الوحشة او الوحدة .. ستجد ذكرياتك تشدك الى ماضيك و حضن امك او ابيك..
اما المال فلا سعادة فيه للأشقياء الذين حجبت المادة سر السعادة عنهم وأصبح يبخل بماله حتى على نفسه والسعادة لا يمكن ان تكون رقم بنكيا أبدا !
وأما السعيد فأدرك سر السعادة وقانونها وهو بأن (( السعادة تزداد كلما تقاسمتها مع الاخرين)) فيجعل ماله لمن يحب ولا يرى بالفقر التعاسة!! بل جل حزنه وقهره أن يرد من سأله عن المال الذي لايملكه، أو يخيب ظنون الذين يعلقون امالهم به..
وهكذا أصبح كلاهما الشقي والسعيد كل شئ في غربتهم يساوي اللاشئ!!
هذه ليست دعوة لأحد بأن لا يغترب، ولكن أذا أجبرت على السفر فأياك والرحيل..
فأهلك وأحبابك وأن تركوك فلن يودعوك..
