دروس حزيرانيّة / أحمد كناني

دروس حزيرانيّة

ما كذبني أبي قطّ

لم تخذله البندقيّة م14 ولا قذيفة ال ” روكِت”

كذبته السياسة وذاك شأنها

أمّا صدق دم ” محمود الفيّاض ” فما زال هناك

هلالاً ضئيلاً يهدي التائهين في رمال الأمّة

ويبشّر بربيع عربيّ لا يزوّره السياسيّون

فالدّم غير قابل للتزوير

والشهادة أسمى من أن يقزّم قيمتها تافه أو جبان

…….

مَن لم تقدهُ خسارات حزيران إلى هداه بعد غيّ طويل لا يستحقّ أن يحمل أدنى شرف وطنيّ.
……….
لنا في حزيران بعض شهداء نعرفهم وشبه بطولات هزيلة لكنها حقيقية لم تصنعها اللغة كما تفعل أنت … نحن قوم نعتز بها ولن ننسى ما قدّم الآباء والأعمام والأخوال ، أمّا أن تتندّر بالمناسبة الثمينة وتميل بنا نحو ثقافة الذمّ والبطولة الزائفة فتلك إذاً قسمة ضيزى .
……..

في حزيران

يبكي في زاوية الوطن الآيل للبؤس

عسكريّ خجول

عجوز تآكل راتب زوجها الشهيد

المشكلة أن أبي

ما زال يحلم باستعادة الأرض

ويقيس القناعة

بالطعام القليل

والأحلام الكسيحة

……..

إنه الخامس من حزيران

حيث أبي

يتذكّر خساراته

ويحنّ إلى زيّهِ العسكريّ

يفتح ألبومه

كي يطلّ الوطنْ

إنه الخامس من حزيران

عَمٌّ من الخمسة الشهداء

تبقّى

ظلّ حبيسَ أحلامه المتعبات

وفي روحه

وترٌ من شجنْ

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى