خيارات الموت المؤكّد

#خيارات #الموت_المؤكّد

#سواليف_الإخباري – أحمد حسن الزعبي


مقال الأربعاء 17 – 1 – 2024
شأني شأن الملايين ، لم أتمالك نفسي عند مشاهدتي لذلك المقطع المصوّر، بكيت كثيراً، واختنقت بجبني وضعفي وقلة حيلتي ودعوت الله بقلب محروق أن ينتقم من كل حاكم وزعيم ومسؤول غربي و عربي يملك القدرة والارادة والرغبة بأن ينهي #مأساة 2 مليون غزّي ولا يفعل دعوت الله بقلب محروق على كل صاحب قرار في البلاد العربية والإسلامية، يشرب قهوته كالمعتاد ،يذهب اجازته كالمعتاد ، يدعو أصدقاءه للتسلية كالمعتاد،يختار قائمة طعامه كالمعتاد، يتابع هواياته كالمعتاد ، يمارس رياضته كالمعتاد ، يجمع ثرواته كالمعتا ولا تتحرّك مشاعره ، ولا ارداته كزعيم يستطيع أن يغيّر كل ما يجري بكلمة واحدة..
طبيب غزاوي ، اضطر الى بتر ساق ابنته على طاولة المطبخ في بيته دون تخدير ، لا أدوات لديه ولا تعقيم ولا غرفة عمليات ،وضع دلواً فارغاً تحت الركبة يجمع به دماءها والجزء المبتور ، ثم سأل ابنته وفلذة كبده أن تتحلّى بالصبر ما استطاعت وهو يبكي ، فلا خيار أمامهما .
شقيق المصابة ، أمسك بيديها ورقبتها كي لا تنتفض ، والأب سارع في عملية البتر المؤلمة وكأنه يقطع قلبه الى نصفين …كان الأب أمام ثلاثة خيارات من الموت ..إما أن يتركها على حالها وبالتالي سيتمدد عفن الرجل الى باقي الجسد وتموت بفعل الغرغرينا ، أو أنه يخرج بها مواجهاً الدبابات التي تقف أمام بيته ويتعرض للقصف المباشر ويموتا ، أو أن يبتر ساق ابنته بيده وعلى طاولة المطبخ وبسكّين اللحوم العادية وهناك فرصة ضئيلة للحياة وفرصة كبيرة للموت..#الدموع كانت ترافق كلامه وهو يجري العملية الأصعب في حياته والأصعب التي نشاهدها، صوت بكائه ونشيجه كان يمتزج بصوت #محركات_الدبابات التي يطل جسدها الحديدي القاتم من شباك مطبخ الطبيب..أي وجع هذا ؟ أي ألم هذا ؟ أي صبر هذا؟ أي عار هذا؟..
يا رب لطفك بهم..ونصرك لعبادك الصابرين.
#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى