.خصخصوني..

[review]

 

الخميس 3-11-2011

بينما المديونية تتكاثر، والمليارات المطلوبة منا تتزايد ، وأيادي «الديّانة» تتزاحم في الطرق على بوابة الوطن صبح مساء ، أبقى «احوص وألوص» أضرب الكفّ بالكف .. »خجلان من حالي» ومن افعالي..

مقالات ذات صلة

لأ وفوق كل هذا الخجل، أشعر أن الأرض ستنشق وتبتلعني عندما اقرأ إحصائية حكومية تقول : ان الخزينة تدفع سنوياً ما مقداره 130مليون دينار بدل دعم الخبز: «جعلني بالسم الهاري..ايه والله « يعني ضروري آكل كل يوم ربع رغيف مشروح؟؟ أخخخخ..كما أشعر بأني صرت «قدّ الفسفسة»..عندما يكتبون في المانشيت العريض: خزينة الدولة تتكبّد 60 مليون دينار بدل دعم جرة الغاز «ولّ عليّ شو إني أناني..ومصرفجي» عندها أركض وأفك البربيش عن القنينة، واركنها في البلكونة ..كما أحس بضيق بالتنفس واحمرار بالوجه عندما يقولون مرضى السكري يكلفون الدولة أكثر من 600 مليون دينار سنوياً..كما لا أتوانى عن اللطم على الخدّين وتشليخ شعري عندما يكتبون في حملات المباعدة بين الأحمال « ما في ميّ تكفينا..رح نصير 13 مليونا عام 2020»..»باطلة ومحوّلة هذيك الليلة اللي بدنا نجيب فيها قاروط يشرب ميّة الأردن»!!…

وتبقى «عقدة الذنب تلازمني،وتجلدني كل لحظة، فأنا سبب مديونية الــ18 ملياراً!! أنا المسرف المبذر..وآكل الطحين المدعوم، المتدفيء على النار المدعومة..آخذ الأنسلوين المدعوم..وأنا خط انتاج «القواريط» الذي لا يتوقف..ترى ما الحل حتى ابرىء نفسي وأغسل ذنبي أمام وطني ؟؟ .. أرجوكم ان «تخصخصوني» اذن، حتى يرتاح ضميري ..أرجوكم، دعوا من «يخصخصني» أن يدفع لكم بدل الصفقة علّه يستغلني على الوجه الأمثل وتسدون «بي»ديونكم .. بدل أن ابقى منسدحاً هكذا مثل «طرح الناقة» لا من ثمي ولا من كمّي..

مثلاً اعطوا دماغي : لشركة «باتا» او لشركة «أي بي أم» وذلك حسب الصلاحية، شعري للشركة المصنعة لشامبو «هيد آند شولدرز»، عيني لشركة «كوداك»..اذني «لنوكيا»..لساني « للبي بي سي»..حنجرتي لــ»ميوزك بوكس»..كتفيَّ «لشركة اسمنت لا فارج كونهما مجهزين «لعتل الباطون»، ظهري لشركة» ميرسك لاين».. رئتي لشركة «سلوم للتبغ والسجائر»، بطني، لمجموعة شركات»امريكانا»!!..خصري «لنجوى فؤاد»، وركبتي « لبرشلونة» و قدمي «لاديداس»..خصخصوني كما شئتم وأنّى شئتم…لكن اتركوا لي قلبي لأحب هذا الوطن أكثر كلما صار وحيداً أكثر…

ahmedalzoubi@hotmail.com

احمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى