خاطرة السحر .. الاخطبوط بول / د . عبدالله البركات

خاطرة السحر
الاخطبوط بول
فُتن كثير من الناس باخطبوط نجح بتوقع نتائج ١٢ مباراة كرة قدم من اصل ١٤ مباراة. اي انه اخفق في اثنتين فقط. كان يُترك امام صندوقين بهما طعامه وعلى كل صندوق علم احدى الدولتين المتباريتين. فيقوم باختيار احد الصندوقين فيعتبر ذلك اختياراً للفائز. عندي مقاومة شديدة للخرافات حتى وان جاءت من بلاد العم سام والعم وام وذلك يشكل جزء أساسي من عقيدتي الدينية. تفسيري للموضوع بسيط. قام ذلك الحيوان البحري باربع عشرة حالة اختيار. علم الإحصاء يقول لنا انه سيتوافق مع نتائج المباريات بسبع حالات ويخطئ في سبعة اخرى. هو فشل في اثنتان اذن هو اصاب بخمس حالات من ١٤ يمكن ان يشكر عليها. وهي نسبة إصابة عالية تدعو للتأمل. ولكن هناك عاملان مهمان أهملها المفتونون بالخرافات. اولها ما هو اللون في العلم الموضوع على الصندوق الذي جذب الحيوان؟. ثانياً ما هو الأثر النفسي السلبي او الإيجابي لإعلان النبؤة على الفريقين المتنافسين؟. ما السر في علم المانيا الذي دعاه لاختياره ١٢ مرة من ١٤ مرة ؟ هناك مرتين من ١٤ لم يختر فيها علم المانيا. فما الذي ميز علمي تلك الدولتين ليترك نهجه السابق؟
ان التحليل الدقيق يفقد الخرافة بريقها. تكلفت كل هذا العناء لأن كثيرا من الناس مازالوا يتعجبون من ذلك الاخطبوط. في الانسان ميل طبيعي لتصديق الخرافة فهي ساحرة مريحة للعقل تعفيه من التحقيق والتدقيق.
ذكر الحافظ السخاوي في المقاصد عن عكرمة قال كنا عند ابن عمر وعنده ابن عباس فمر غراب يصيح فقال رجل من القوم خير خير فقال ابن عباس لا خير ولا شر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى