خارجيتنا / ابو حمزة الفاخري

خارجيتنا
وما قصة تيسير النجار الا اقل القليل مما يجري من تهميش وتطنيش لاغلى ما نملك ، ولن تكون الحلقة الاخيرة في مسلسل الشحططة والبهدلة للاردني خارج حدود وطنه .
وبات المواطن الاردني يحسب الف حساب حين يود السفر الى الخارج ، خوفا من تعرضه لاحدى اللايذات في هذا الزمان الذي كثرت فيه قضايا التوقيف ، وبأخص الاخص حين ينوي السفر الى احدى الدول الخليجية .
واذكر منذ سبعينات القرن الماضي حين تهافت الاردنيون الى الجامعات الاجنبية لدراسة الطب والهندسة ، كانوا يروون الاحاديث عن ترهل السفارات الاردنية في الخارج ، وتهميشها للطلبة الأردنيين ، ويتعوذون حين مراجعتهم لاحدى السفارات ، ويمتعضون من الحديث عن احوال السفارة .

وحسب معايير الجودة وتميّز الاداء فان وزارة الخارجية المصونة ربما لا تصل لواحد بالمئة ، وما زالت سائرة في مركبة الترهل والتطنيش للمواطن المغترب والمسافر ايا كانت صفة هذا المواطن وطبيعة عمله ،
ومن يستمع لاحاديث سائقي الشحن عمّا يواجهونه من معاملة تصل حد الاذلال من الاشقاء فانه حتما سيشطب هذا الواحد بالمئة الذي وصلت اليه معايير الجودة في اداء الخارجية .
والامثلة لا حصر لها ان اردنا تعدادها ، توقيف وحجز المواطنين اياما وشهورا دون حس او نحنحة من دبلوماسيتنا العتيدة .

ولا ارى كما الكثيرون غيري من ابناء هذا الوطن اية فاعلية تذكر لخارجيتنا في اهتمامها ومتابعتها لرعاياها وقضاياهم العالقة في دولة ما ، او على الحدود بين دول ، وتتقطع به السبل وتصم الخارجية آذنيها وتغلق عينيها كالنعامة ، ولا تستجيب الا بعد حين ومين ، وفقط حين تأخذ القضية للمواطن حقها من التغطية الاعلامية .
ويشعر المواطن ان وزارة الخارجية لدينا مهتمة اكثر بشؤون و قضايا الاخرين من غير الاردنيين ، وكأنها لا تمثل المواطن الاردني .
وهذا مؤشر خطير لهيبة أي دولة ، بل هو من اهم مؤشرات الجودة والاداء للخارجية بين الدول ، ونلاحظ ان غالبية الدول تستنفر كل وسائلها حين يتعرض احد مواطنيها لاعاقة ما او اهانة .
فما بال خارجيتنا خارج نطاق الدولة من حكومة وشعب ، وكأنها في اجازة بالخارج !!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى