سواليف
اجتاحت حمى “البوكيمون” العالم كاملا بعد إطلاق شركة “نينتندو” والشركات التابعة لها لعبتها الافتراضية الجديدة القديمة “بوكيمون غو”، حتى أصبح الناس يمشون في الشوارع يبحثون عن “وحوش افتراضية” مستخدمين كاميرات هواتفهم الخلوية.
ولم تقتصر ضجة “البوكيمون” على البلدان التي أطلقت فيها، بل إن سمعة اللعبة وصلت قبل اللعبة نفسها، واحتال البعض على الشركة لتحميل اللعبة في بلده، وأنشئت مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي للمساعدة في البحث عن شخصيات اللعبة التي تعود إلى 20 عاما مضت.
وتقوم اللعبة على تحميل واقع افتراضي للمنطقة التي يعيش فيها الشخص، وتنبهه اللعبة إلى وجود “بوكيمون” في مكان ما قد يكون معلما بارزا في المدينة، أو مستشفى، أو متنزها عاما، أو حتى مطعما، أو حديقة منزل خاصة.
ويتعين على اللاعب أو “الصياد” مواجهة “البوكيمون” بكاميرا الهاتف وإمساكه واحتجازه في كرة “البوكيمون” الشهيرة.
هاجس أمني
ولم يتوان المؤمنون بنظرية المؤامرة عن التحذير من اللعبة التي لم يلعبوها، ولا يكاد بعضهم يعلم عنها شيئا، لتبدأ التحذيرات حول الخصوصية وتصوير الأماكن المهمة في البلاد والتجسس المجاني للشركة “اليابانية”.
واستند دعاة الخصوصية إلى أن اللعبة تطلب تصريحا بالدخول إلى حساب المستخدم الشخصي، أو قائمة جهات الاتصال في بريده أو هاتفه، شأنها شأن معظم الألعاب والتطبيقات على الهواتف الذكية.
الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث في مصر، هاني الناظر، حذر من أن لعبة “بوكيمون غو” هي وسيلة سهلة لغاية التجسس، مناشدا مستخدمي الهواتف المحمولة عدم تحميلها أو لعبها.
وأوضح الناظر، في تصريحات تلفزيونية، أن هذه اللعبة تتعرف بدقة على تفاصيل حياة الناس الشخصية، وعلى الأماكن التي يترددون عليها، وبالتالي يمكن جمع العديد من المعلومات والصور الشخصية والأماكن المختلفة، التي قد يتم توظفيها لخدمة أهداف استخباراتية، أو ابتزاز الأشخاص، أو استغلالها في أغراض غير أخلاقية!
يذكر أن شخصيات كثيرة هاجمت المسلسل الكرتوني “بوكيمون” بدعوى أنه يعزز نظرية النشوء والترقي الإلحادية تارة، وبدعوى أن أسماء “البوكيمونات” هي أسماء آلهة وثنية، وإن كان لا يستند كل ذلك إلى مصادر صحيحة.
مواقف طريفة
في ولاية ميزوري الأمريكية استخدمت مجموعة من اللصوص اللعبة للإيقاع بأربعة “صيادين” وسرقتهم، وحذر مدير أحد المتاحف في واشنطن الزوار من اللعب في المتحف.
أما المركز الطبي الجامعي في أمستردام فوعد بـ”الاعتناء” بأحد “البوكيمونات” المريضة أملا في إبعاد اللاعبين المتطفلين عن هذا الموقع. وقالت متحدثة باسم المركز الطبي لوكالة فرانس برس: “لاحظنا منذ البارحة أن مجموعات من الشبان يتنقلون مع هواتفهم الذكية في المبنى في أماكن يتعين عدم وجودهم فيها” خصوصا في الطبقة الموجودة تحت الأرض حيث يتم تعقيم الملابس.
وفي سيدني الأسترالية، تجمع آلاف الأشخاص الأحد للبحث عن شخصيات “بوكيمون” في الوسط التاريخي لهذه المدينة الأسترالية، خصوصا في حديقتها للأصناف النباتية.
ولم يطور مهندسو “نينتندو” هذه اللعبة لكن المجموعة اليابانية قدمت الدعم لشركة “ذي بوكيمون كومباني” التابعة لها ولاستوديوهات “نيانتيك” بغية إعدادها. وبحسب المحللين، فإن من شأن هذه المبادرة أن تحسن وضع “نينتندو” تحسنا ملحوظا.
استغلال تجاري
واستغلت بعض المصالح التجارية اللعبة لتروج لنفسها بحكم أن اللعبة اجتاحت مواقع التواصل، فأعلن أحد المطاعم المشهورة في الأردن أن منطقة المطعم تحوي عددا كبيرا من البوكيمونات التي تنتظر اصطيادها، وأن المطعم يرحب بجميع “الصيادين”.
واستغلت شركات الاتصالات الهوس باللعبة هناك، لتعرض على مستخدمي الهواتف المحمولة تغطية تضمن لهم أفضل لعب وفرصا أفضل لاصطياد “بوكيموناتهم”.